فيما تنصل لبنان على لسان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، من أباطيل جورج قرداحي بشأن حرب اليمن، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتندر والسخرية من الوزير «الجاهل» بحقائق الأمور، وأطلقت «هاشتاقات» تطالب باعتذاره وإقالته. واستنكرت منظمة التعاون الإسلامي، أمس (الأربعاء)، تصريحات قرداحي، ووصفها الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف العثيمين، بأنها «تصرف غير مسؤول ولا يبالي بمصلحة الشعب اليمني». فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، أن تصريحات وزير إعلام لبنان تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن. متهماً إياه بقلب الحقائق، وطالبه بالاعتذار، داعياً الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات. واستدعت الكويت القائم بالأعمال اللبناني، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، وأكدت أن تصريحات قرداحي «اتهامات باطلة». ورغم «الخطيئة» التي أقدم عليها قرداحي والمطالبات الشعبية لبنانياً وعربياً بإقالته، إلا أنه لا يزال يصر على المضي قدماً في جهله، إذ زاد الطين بلة عندما حاول خلال مؤتمر صحفي أمس، تجيير القضية لما سماه «الابتزاز» بينما هو من حشر نفسه في الزاوية وأغلق كل الأبواب بالقول إنه وضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح، زاعماً أن موقف الدول وسفرائها في الدفاع عن سيادتهم وحرية شعوبهم ابتزاز للبنان، وهي الأسطوانة المشروخة التي يرددها «حزب الله» والموالون له. وجاءه الرد صاعقاً من اللبنانيين سياسيين وإعلاميين، إذ سخروا من تصريحاته وتبريراته التي نعتوها ب«السخيفة» مطالبين عبر وسم على تويتر ب«#إقالة_جورج_قرداحي»، والاعتذار للسعودية والإمارات واليمن. وقال رئيس تحرير موقع لبنان الكبير محمد نمير: «يا معالي الوزير.. تقول لا يجوز أن نكون عرضة للابتزاز، والحقيقة أن الحكومة بأكملها صنعها الابتزاز». وأضاف: «إيران فرضت وزراءها، والمليشيا فرضت وزراءها، أما دول الخليج فلم تتدخل إطلاقاً، بل طالبت بموقف من الحكومة للتعامل مع تصريحاتكم كممثل لهذه الحكومة». وتابع: «بلسان حزب الله تحدث قرداحي عن ملف اليمن، داعماً الحوثيين وموجّهاً الاتهامات إلى السعودية والإمارات، وغابت عنه المسيّرات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة، وغاب عنه المشروع الإيراني الذي صدّر الجرائم والقتل والمليشيات إلى المنطقة العربية». ولفت إلى أن الوزير الداعم لمن قتل نصف مليون إنسان في سورية خفق قلبه على الحوثيين في اليمن، وبات إنسانياً بعيداً من الحقائق، في كل الأحوال، حتى لو كانت الحلقة مسجّلة فإن تصريحاته باتت محسوبة عليه وعلى حكومته، والمعلومات تشير إلى أزمة دبلوماسية مع لبنان، فهل تنتهي كما انتهت مع شربل وهبة بالاستقالة؟ وربما أقل ما يمكن أن يقوم به قرداحي الاستقالة. من جهته، خاطب المفتش العام المساعد لدار الفتوى الدكتور حسن مرعب، قرداحي بالقول: «ما الذي قدمته للبنان من خلال حشر أنفك في موضوع اليمن؟ هل أنت وزير الإعلام اللبناني أم الحوثي؟ ألا يكفينا ما نحن فيه؟ ومن أنت ومن سمع بك أوعرفك، لولا السعودية والإمارات؟ لعمري ينطبق عليك قول المتنبي: وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا». وقال منسق عام الإعلام في «تيار المستقبل» عبدالسلام موسى: «اللبنانيون يسألون: ماذا تبقى من قرداحي الإعلامي؟ وما الثمن الذي دفعه ليكون وزيراً في بلاط عهد جهنم؟ وهو الذي بنى حضوره وحيثيته المتهالكة من أكتاف الإعلام الخليجي.. ليعود ويرمي في ربوعها قردة الحقد والكيدية؟ هزلت!». ووصف الإعلامي منير حافي تصريحات قرداحي ب«أسوأ سقطة»، مؤكدا انقلابه على البلدين اللذين جعلاه نجماً في الإعلام السعودي وضيفاً دائماً في الإمارات، مضيفاً: «أرى أنه خسر الخليج وربح وزارة».