من المعروف أن الأكل متعة من متع الحياة، والإنسان بشكل عام يحب الأكل ويتلذذ فيه لدرجة أن هناك من هو على استعداد لأن (يزلط) الأخضر واليابس دون أن يرمش له جفن أو يشعر بأي نوع من أنواع تأنيب الضمير، ضارباً بالاعتدال و(السعرات الحرارية) عرض الحائط ! وفي كل بقاع الأرض يوجد (المحمر والمشمر) ومن فضلكم لا تسألوني عن معنى المشمر لأني لا أعرف، المُهم أن الأكلات في العالم متعددة ومتنوعة طبقاً لاختلاف الشعوب واختلاف ثقافاتهم وأذواقهم فيما يأكلون. فهناك بعض المأكولات التي تستسيغها وتجدها لذيذة وشهية، وبعضها قد يكون مقرفاً وغريباً ومقززاً ولنا في (آكل الخفاش) لا بارك الله فيه خير مثال. فتصرفات الإنسان ورغباته الشاذة هي السبب وراء كل مصيبة وكارثة تحل بالبشرية، وما عدا ذلك لا ذنب للحيوانات والحشرات والثديات التي تجلس في أمان الله بشهوانية البعض ومزاجيتهم المُقرفة. واليوم اسمحوا لي في هذا المقال أن (أقرفكم) وأتناول معكم بعض أغرب الأكلات في العالم، وأتناولها (كلامياً فقط) وأنا متأكدة أن (كبودكم سوف تحوم) مثلي مما سوف تقرؤونه. فعلى سبيل (الغثيان)؛ هناك أكلة تسمى (مُخ القرد) يتناولها الصينيون، ويقومون بأكلها مباشرة بعد استخراج المخ من جمجمة القرود وتقطيعها بآلة حادة. وينافسهم على مستوى القرف بعض البشر في كوريا الشمالية، حيث إنهم يتناولون (حساء الكلاب) ويعتبر طبقاً صحياً وشعبياً لديهم. فهل تعتقدون سوف يسكت البشر في ساحل العاج؟ بالطبع لا، بل لديهم طبق ألعن وهو (وجبة الفئران المشوية) وتعتبر نوعاً من أنواع الوجبات السريعة وتستطيع أن تأخذه Take away و (تُمزمز) عليه بالعافية. وأيضاً هناك وجبة معروفة ويشترك في حبها العديد من البشر على مختلف القارات ألا وهي (الجراد المقلي)، وهي تعد واحدة من أغرب الأطعمة التي يُحبها و(يقرمشها) ربعنا، إلى جانب (عكرة الضب) التي (يعرمشونها) بالهناء والشفاء. للأمانة؛ وقبل أن أكتب لكم هذا (المنيو) من المأكولات الشهية عرضته على صديقاتي العزيزات، فانسدت نفوسهن المفتوحة إلا واحدة (طِفسه)، وحتى أخلص الباقيات من حالة القرف التي أصابتهن، قلت لهن ونحن على العشاء (باستظراف): (على السليق) اجتمعنا، إحنا وسود العيوني، لكنهن رمقنني بنظرة غير ودية على الإطلاق، وواحدة منهن قالت لي بالحرف الواحد: «ريهام كلي وأنتِ ساكته»، فخفت منها لسببين بصراحة؛ أولاً لأنها جائعة جداً ولا يقرفها شيء وقد تأكل الأخضر واليابس وتأكلني معهما، وثانياً لأن بيدها سلاحاً أبيض تستخدمه لتقطع فيه كل ما تيسر لها ومَر أمامها (لتلتهمه)، لذا لزمت الصمت و(انطميت). على كل حال؛ كانت ليلة جميلة مرت بسلام، قابلتهم فيها عصر الإثنين، لكنهم صُبح الثلوث ما أوحشوني !