تحتفل مملكتنا الحبيبة باليوم الوطني ال91، في 23 سبتمبر؛ ذلك اليوم الخالد على جبين التاريخ، يسطر بحروف من نور ملحمة البطولة التي صاغها الملك المؤسس (طيب الله ثراه) في مثل هذا اليوم سنة 1932م/1351ه معلياً راية التوحيد، واضعا بذرة التكيف للتطور الجذري الحضاري، والبناء الفعال، والسير بثقة وقوة عزيمة، ورأي سديد، ونظر بعيد لمستقبل الأمة ونهضة هذه البلاد المباركة، نحو التقدم والرقي وعلى الهدي سار بنوه الملوك البررة، خير خلف لخير سلف، حتى تولى الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) فحمل الراية الميمونة، وتابع النهوض والرقي والتقدم بخطى متسارعة في ضوء الهوية العربية الإسلامية، رافعا مكانتها ومحييا أمجادها ومحافظا على إرثها الحضاري، وتقاليدها ومبادئها الإسلامية الرفيعة، ومعززا دورها الإقليمي الرائد، وباعثا رسالتها الإنسانية السامية؛ فتحية تجلة وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (حفظهما الله)، وتحية تعظيم وفخر واعتزاز وحب وانتماء لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية قبلة الوجود، ومحور الحياة، ومنارة الدنيا. وقد لفت انتباهي من خلال اكتشاف الأميال الحجرية بأن المسافة التقريبية من شمال المملكة العربية السعودية إلى جنوبها تبلغ 1092 ميلا والذي يعادل 91 بريدا، والبريد هي المسافة التي يقطعها سعاة البريد قديما لتوصيل الرسائل. وإذ تحتفي الأمم بأيامها، فإن المملكة تحتفي بتلك الذكرى العطرة لتجدد ما سطرته في ذاكرة التاريخ، تخلد أمجادها وتعتز بحضارتها، وتشيد بتاريخها، حيث يتغنى شعبها بالمآثر والمفاخر، ويباهي بمكانة القوة والريادة والتقدم والازدهار التي تبوأتها دارنا المملكة الحبيبة بين دول العالم بالعمل الدؤوب النافع، والإرادة الصلبة القوية، فبكل الحب والانتماء نجدد البيعة لمليكنا، ونشحذ العزم على المضي قدما؛ ليبقى وطننا الغالي أبدا في سارية المجد، مواكبا عصر التكنولوجيا والمعلومات، واحة للأمن والرخاء والرفاهية والاستقرار.