يوما بعد يوم يتأكد أن محاولات إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني من الانهيار باءت بالفشل، فبعد ثلاثة أشهر من الجمود لا تبدو في الأفق أية بادرة بشأن موعد استئناف محادثات فيينا، في وقت تواصل إيران توسيع كمية ونوعية تخصيب اليورانيوم، ما دفع إلى إطلاق التحذيرات بأنها باتت أقرب إلى امتلاك مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة في غضون شهرين أو ثلاثة بحسب توقعات أمريكية. وحذرت الإدارة الأمريكية من أن وقت التفاوض ينفد، وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية ل«واشنطن بوست»: «ليس لدينا جدول زمني، وموقفنا هو أننا مستعدون للعودة إلى الطاولة، على رغم أنه في مرحلة ما لن يكون ذلك ممكناً بعد الآن، لأن تقدم إيران النووي سيصبح لا رجوع فيه ولن يكون من الممكن العودة إلى الوراء». وأضاف المسؤول «عندما نصل إلى هذه النقطة أو المرحلة، سيتعين علينا تقييم مكاننا وكيف نمضي قدماً». ويشعر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بالقلق من احتمال تراجع إيران عما تم تحقيقه خلال الجولات الست الأولى من المحادثات. ويعتقد المفاوضون أنهم توصلوا إلى اتفاقيات مبدئية بشأن قائمة العقوبات التي سيتم رفعها وسلسلة محتملة من الإجراءات التي سيتخذها كل جانب للعودة إلى الامتثال. وفي إشارة إلى أن طهران ليست في عجلة من أمرها، بدأت الحكومة الجديدة في استبدال المفاوضين الذين ترأسوا فريقها في فيينا، وتم استبدال المفاوض الإيراني منذ فترة طويلة عباس عراقجي كنائب لوزير الخارجية علي باقري، بأحد أقارب خامنئي. لكن ليس من الواضح حتى إذا كانت الحكومة الجديدة تخطط لترك المفاوضات في أيدي وزارة الخارجية، أو نقلها إلى مجلس الأمن القومي، بشكل كامل تحت سيطرة خامنئي، وفق الصحيفة.