«الكلام الجميل» يبعث السرور في القلوب، كما نعلم جميعاً.. وقرأنا عن تعريف «السعادة» واتفقنا على أغلب مفاهيمها.. و«الابتسامة» تدخل ضمن «جبر الخواطر» لكل من نتعامل معه يومياً؛ الأهل والأصدقاء والعمال وحتى الغرباء (تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة) كما جاء في الحديث النبوي.. وكم من كلمة جميلة نتذكرها، أو جارحة لم ننسها. وحين أعرّج إلى لفظ «السلام» الذي هو من أسماء الله تعالى، فإنه غاية كل عاقل، ورد بصيغ مختلفة في القرآن الكريم ب140 موضعاً؛ 112 بصيغة الاسم (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)، و28 بصيغة الفعل (لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)، وورد «السلام» في كتاب الله على سبعة معانٍ رئيسية: أحد أسماء الله، الإسلام، التحية المعروفة، السلامة من الشر، الثناء، الحسن، الخير، وخلوص الشيء من كل شائبة.. لذا فإن علينا أن نبحث عن «السلام» بكل ما تحمله الكلمة من معنى أكثر من بحثنا عن «السعادة». أما عند الحديث النبوي الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات)، فإنه من تجربة شخصية كلما أذكِّر نفسي بفناء الحياة يكون له أثر السحر في إزالة الهمِّ والقلق، وفي المقابل أعترف أنني لا أذِّكر نفسي بالموت عند شعوري بالسعادة لأنني أكون منغمسة باللحظة، ومع ذلك أعي جيداً أنه علينا أن نذِّكر أنفسنا بالموت في حال الفرح حتى لا تأخذنا الدنيا عن خالقنا، و«الاعتدال» هو المطلب في كل شيء بالدنيا، تطبيقاً لقول الله تعالى (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم).