مخاوف دول الجوار والعالم من التهديدات الإرهابية المرتبطة بتنظيم داعش خراسان والقاعدة في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي وسيطرة طالبان، لم تنخفض أو تتناقص؛ كون المجتمع الدولي متخوفاً من احتمالات تعزيز الديناميكية الجهادية في أفغانستان، رغم أن تنظيم داعش خراسان يعتبر معادياً بشكل صريح لطالبان، إلا أن علاقة طالبان مع القاعدة لم تتضح بشكل جلي بعد، رغم تصريحات قادة الحركة عن نأيها عنه. ولمواجهة السردية الجهادية المتوقعة، وبناء خطط تعاون أمني طويلة المدى، وتعزيز التعاون الأمني مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة، وتحقيق نهاية «الحرب الأبدية» في أفغانستان المتوقعة، وإنهاء حالة عدم الاستقرار، خصوصا أنه لا يبدو أن أيّاً من دول جوار أفغانستان كان لديها إستراتيجية واضحة حول كيفية التعامل مع الوضع المتغير بسرعة، فضلًا عن أن التداعيات على صعيد توازن القوى الإستراتيجي والمصالح الجيوسياسية للقوى الكبرى في النظام الدولي؛ تعيد القوى المؤثرة المحيطة بأفغانستان تموضعها. وتعقد دول منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي قمتهم في طاجيكستان غدا وبعد غد، لاتخاذ موقف مشترك بشأن الوضع في أفغانستان لوضع مقاربة موحدة لما يحدث من أجل منع تنامي عدم الاستقرار وتقوية الجماعات المتطرفة في دول الجوار. وكانت عاصمة طاجيكستان دوشنبه، استضافت اجتماع وزراء خارجية دول المنظمة خلال الفترة من 13- 14 يوليو الماضي، وهي روسيا والصين وكازاخستان وأوزبكستان وباكستان والهند وقرغيزستان وإيران، وتم خلال الاجتماع الوزاري منح السعودية ومصر صفة شريك في الحوار، ومن المقرر المصادقة على هذا القرار خلال قمة رؤساء دول منظمة شنغهاي والاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس المنظمة. وتعود هواجس دول الجوار ومنظمة شنغهاي بسبب وجود قادة من قبائل حقاني، وتحديدا أمن كابول، في يد خليل حقاني قائد شبكة حقاني، وهو أحد أكثر المطلوبين الذين تطاردهم أمريكا التي رصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار للقبض عليه كون ارتباط شبكة حقاني وعلاقاته العملياتية مع القاعدة تعود إلى عقود سابقة، كما أن صعود قيادات حقاني في عدة مواقع قيادية في حكومة تصريف الأعمال، علامة مقلقة لدول الجوار والمجتمع الدولي للغاية فيما يتعلق باحتمالات عودة القاعدة وتعافيها في الأشهر والسنوات القادمة، وعندما استولت طالبان على جميع السجون الرئيسية، يبدو أنها أطلقت سراح ما لا يقل عن عدة مئات من مقاتلي القاعدة مما يضاعف على الأرجح القوة القتالية للجماعة في أفغانستان. ورسخت شنغهاي للتعاون طيلة عقدين من الزمان، مكانتها على المستويين الدولي والإقليمي وصارت نموذجاً جديداً للمنظمات الدولية الرائدة.. يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة تأسست عام 2001، وتضم ثمانية أعضاء: روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وباكستان والهند، وهي أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث التغطية الجغرافية والسكانية، وتغطي ثلاثة أخماس القارة الأوراسية، ونحو نصف سكان الأرض.