لا تزال الأنباء متضاربة بشأن ما يحدث في ولاية بنجشير، إذ أعلنت حركة طالبان وقوات المقاومة، إحراز كل منهما تقدما ميدانيا على حساب الآخر في معارك الليلة الماضية. وقال المتحدث باسم طالبان بلال كريمي لوكالة «نوفوستي» الروسية اليوم (الجمعة)، إن الحركة تسيطر حاليا على نحو 20% من أراضي بنجشير وتأمل في الاستيلاء على الولاية بالكامل قريبا. وأضاف أن المعارك في بنجشير مستمرة، وأن مقاتلي طالبان وصلوا إلى مناطق متعددة في الولاية، «ونعتقد أننا سنسيطر على الولاية بأكملها في غضون الأيام القليلة القادمة». وأفاد كريمي بأن معارك متقطعة تدور في مختلف محاور القتال، مضيفا أن قوات طالبان تمكنت من السيطرة على منطقة خاواك الجبلية الاستراتيجية ومناطق متعددة في شرق الولاية، وأيضا على منطقة كابيسا في الجنوب. فيما أوضح المتحدث باسم «جبهة المقاومة الوطنية» في بنجشير فهيم دشتي، على حسابه في «تويتر»، أن قوات المقاومة وبعد مواجهات عنيفة دامت 4 ساعات صدت هجوما شنته مجموعة تضم 8 آلاف من مسلحي طالبان، و350 مركبة عسكرية من طراز «هامفي». ولفت إلى أن قوات الحركة وقعت في كمين وتكبدت خسائر ملموسة، وأن المعارك أسفرت عن مقتل 450 عنصرا في طالبان، وأسر 130 آخرين، بحسب قوله. وذكر أن قوات المقاومة تمكنت من انتزاع منطقة خواجه غار في ولاية تخار وتتقدم نحو ولايات بدخشان وكابيسا وبغلان. من دهته ، عزا سفير روسيا لدى أفغانستان دميتري جيرنوف سبب التصعيد العسكري الحالي حول ولاية بنجشير إلى طرح قوات المقاومة التي تسيطر عليها سلسلة مطالب تعتبرها طالبان «مفرطة». وقال في حوار مع وكالة «نوفوستي» اليوم: إن «جبهة المقاومة الوطنية» في بنجشير طلبت، وفقا لبعض المعطيات، منحها حصة «مفرطة»، حسب وجهة نظر طالبان من المقاعد في مؤسسات الحكم الجديدة. وأضاف أن طالبان تعتقد أن هذه الحصة لا تتناسب مع نسبة الطاجيك في المجتمع الأفغاني. ولفت إلى أن هناك أيضا مزاعم مفادها أن «جبهة المقاومة» طلبت تنسيق كل تعيينات المسؤولين في مؤسسات الحكم الجديدة معها ومنح الحكم الذاتي ضمن الدولة الأفغانية ليس إلى بنجشير وحدها بل وعدد من ولايات أخرى لا تنتمي أغلبية سكانها إلى مجموعة بشتون العرقية. وشدد السفير الروسي على أن موسكو لا تزال ملتزمة بموقفها القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، معلنا دعمها لتسوية هذا النزاع بالوسائل السلمية.