على خطى تنظيم «داعش» الإرهابي الذي هُزم في العراق وتراجع نفوذه كثيراً في سورية، يسير تنظيم «داعش خراسان»، الذي يبدو أن نهايته باتت وشيكة بعد سيطرة طالبان على السلطة وإحكام قبضتها على العاصمة الأفغانية، رغم تبنيه العملية الإرهابية التي استهدفت مطار كابل، واعتبرها مراقبون أنها تأكيد على عمق الخلافات والعداوة بين الحركة والتنظيم الإرهابي، الذي كشف اسم وصورة الانتحاري المسؤول عن أحد تفجيرين أوديا بحياة نحو 103 قتلى بينهم 13 جنديا أمريكيا، فضلاً عن عشرات الجرحى. وأعلن التنظيم في بيان نشرته وكالة «أعماق»، أن الانتحاري يدعى عبدالرحمن اللوغري. وحذرت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية من أن المئات من عناصر «داعش» ينتشرون قرب مطار كابل. وأعلن البنتاغون مقتل 13 جنديا أمريكيا وجرح 18 آخرين، في حين قالت الصحة الأفغانية، إن 90 أفغانياً على الأقل قُتلوا وأصيب 150 آخرون، لكن الحصيلة مرشّحة للارتفاع وسط صعوبة الوصول إلى المستشفيات. وكشفت معلومات متداولة أن طالبان تستعد لمواجهة مع «داعش خراسان» لوضع حد لعملياته الإرهابية، وأفصحت مصادر الحركة عن وجود كتيبة عسكرية تدعى «بدري 313» تتكون من قوات خاصة تابعة للحركة وتتمتع بأهمية وقوة داخل نظام طالبان. ويقدر عدد أفراد هذه الكتيبة ببضعة آلاف من أفضل المقاتلين تدريباً وتجهيزاً. ويؤكد خبراء ومراقبون أن هذه الكتيبة ستكون بمثابة «رأس حربة» طالبان في مواجهة «داعش خراسان» وغيره من التنظيمات الإرهابية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية حذرت من أن «داعش خراسان» يسعى إلى استهداف مطار كابول الدولي الذي يشهد عمليات إجلاء مستمرة لرعايا أجانب ومتعاونين مع القوات الأمريكية والأجنبية. ونقل موقع «بوليتيكو» الأمريكي، عن مسؤولين أمريكيين ومصادر استخباراتية مُطلعة تأكيدها أن عناصر التنظيم الإرهابي جربوا أكثر من مرة استهداف الطائرات العسكرية المغادرة من المطار. وتأسس «داعش خراسان»، في يناير من عام 2015، وتتركز عناصر التنظيم بشكل عام في المنطقة الواقعة بين أفغانستان وباكستان، وكان ينشط بين إقليمي فرح وهلمند في أفغانستان، لكن قدرته على تنفيذ عمليات مباشرة في أفغانستان تراجعت وفقاً لتقرير أصدرته الأممالمتحدة في يونيو 2020. ويسعى التنظيم إلى توسيع نطاق نفوذه في أفغانستان عبر اللجوء إلى عمليات تجنيد عناصر جديدة من الشباب. ويعد «داعش خراسان» أحد التنظيمات المنبثقة عن تنظيم «داعش» الرئيسي الذي نجح في فرض سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسورية عام 2014، إلا أنه تلقى هزيمة مؤلمة في العراق، في الوقت الذي تراجع نفوذه كثيراً في الأراضي السورية. وبحسب شبكة «سكاي نيوز» يوجه التنظيم الإرهابي تهديدات إلى عناصر الجيش الأمريكي والطائرات العسكرية والمدنية الأمريكية العاملة في مطار كابول الدولي، ويراوح عدد عناصر التنظيم وفقاً لتقديرات عديدة، بين 2000 إلى 3000 عنصر مسلح، وهو رقم أقل كثيراً من أعداد مقاتلي حركة طالبان، إلا أن عملياته الإرهابية توصف بأنها الأكثر عنفاً ودموية.