استعمل حلفاء أمريكا قواتها لأجنداتهم الخاصة غير الوطنية وأهمها التطهير الطائفي والعرقي (القبلي)، مما أدى لكثرة الضحايا الأبرياء وهذا يشمل عمليات المليشيات الطائفية الحليفة، كما أظهرت «محاضر عمليات القوات الأمريكية بالعراق» التي سربتها «ويكيليكس» وأحدها يذكر دخول القوات الأمريكية أحد المسالخ البشرية الطائفية لمليشيا حليفة فوجدتهم عذبوا حتى الموت طفلا سنيا بالسادسة من العمر بتثقيب جسده بالمثقاب الكهربائي (الدريل) وبإطلاق الرصاص على أطرافه وهذا غير التعذيب بسلخ (نزع) جلد الوجه والرأس والتعذيب بالأسيد وصدر لهم الأمر بعدم اتخاذ أي إجراء ضد من فعلوا هذا بالطفل، وحلفاء أمريكا استمروا بمهاجمة القرى والاغتصاب الجماعي للنساء والقتل الجماعي لذكورهم وسرقة ممتلكاتهم، أحدهم جعل الأمريكيين يقصفون بيتا قال فيه رجال القاعدة بينما ليس فيه إلا نساء وأطفال لأنه أراد الانتقام منهم لرفضهم إعطائه ابنتهم، وهذا فوق الفساد المالي للمسؤولين والبنية التحتية المنهارة والكهرباء والماء والبنزين مقطوعة غالب الأيام رغم أن البلاد الأفغانية تمتلك ثروات طبيعية هائلة لكن ريعها يسرقه الفاسدون ويحولونه للحسابات السرية الخارجية لأنهم يعلمون أنهم سينكشفون وعند أول لائحة خطر يسارعون للهرب إلى حيث حساباتهم السرية كما حصل من الرئيس الذي سارع للهرب بأربع سيارات مليئة بالأموال وعندما لم تحتمل طائرته وزن الأموال الزائد اضطر لترك بقيتها ملقاة على مدرج المطار، وبعض القيادات الميدانية تلقت رشاوى مالية ورشاوى وعد بمناصب أعلى إن سلمت السلطة للجماعات، هذا غير الفساد الأشنع وهو الاعتداء على أعراض النساء والأطفال الذكور، والذي حصل على أوسع نطاق وكان سببا للصدام بين الأمريكيين وحلفائهم، حيث شائع قيام أصحاب المكانة والسلطة باختطاف واستعباد الأطفال الذكور جنسيا، نشرت «نيويورك تايمز» الأمريكيةالخبر التالي؛ «الجنود الأمريكيون أمروا بتجاهل الاعتداءات الجنسية على الأطفال الذكور التي يقوم بها الحلفاء-»U.S. Soldiers Told to Ignore Sexual Abuse of Boys by Allies20/سبتمبر/2015. وتكرر حصول حملات تضامن بالصحافة الأمريكية مع ضباط أمريكيين تم فصلهم لأنهم عصوا الأوامر وتدخلوا لتحرير طفل اختطفه واستعبده أحد المسؤولين العسكريين والسياسيين والأمنيين حلفاء الأمريكيين والذي يقدم الطفل يوميا كضيافة بعد العشاء لكي يغتصبه عشرات الرجال المدعوين وهذه ممارسة معتادة سائدة لديهم يسمونها «Bacha bazi»، كالضابط الأمريكي «Charles Martland» الذي ضرب مدير الشرطة ليحرر طفلا اختطفه مدير الشرطة واغتصبه واستعبده وكان الطفل مسلسلا لأسابيع إلى السرير، والضابط «Daniel Quinn» وسبب نشأة الأعمال المطرفة كان اختطاف أحد زعماء جماعات الحرب لطفلين واستعبادهما جنسيا فلم يجد الأهل إلا مدير المدرسة الدينية بقريتهم فاستنجدوا به فأخذ طلابه واقتحموا معسكر القائد وقتلوه وحرروا الطفلين، ومحاربتهم لهذه الممارسة المنحرفة كان سبب وصولهم للسلطة بالتسعينات، و«الجمعية الوطنية لحقوق النساء -RAWA» المدعومة أمريكيا من أشد المنتقدين لتحالف أمريكا مع زعماء جماعات الحرب المشهورين بالمجازر الجماعية وبالاغتصاب والاستعباد الجنسي للنساء والأطفال الذكور وفرض الإتاوات بالبلطجة قبل وبعد غزو أمريكا، وتعيين الأمريكيين لهؤلاء الفاسدين كمسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين للدولة، وحلفاء أمريكا هؤلاء ظهروا بفيلم وثائقي أمريكي يتفاخرون باغتصابهم واستعبادهم جنسيا للأطفال الذكور وقتلهم عند هروبهم «The Dancing Boys ». وبالوثائقي البريطاني/ الأمريكي «This Is What Winning Looks Like» وبالنهاية القوات تركها الفاسدون أثناء المواجهات بلا مدد من الذخيرة والغذاء والماء والوقود وبلا رواتب لسرقتهم ميزانيتها وهروبهم بها، وغالب الجنود مدمنون للمخدرات مما عطل قدرتهم على القتال، واكتشف الأمريكيون آلاف الأسماء لجنود وهميين كان القادة الفاسدون يقبضون رواتبهم، والجنود الحقيقيون لا يتلقون رواتبهم فباعوا عتادهم لشراء الطعام، وحسب «وول ستريت جورنال» مستشار الأمن القومي كُلف بوضع خطة مواجهة وتخصصه «الرسوم ثلاثية الأبعاد بوسائل الإعلام»! ولا خلفية عسكرية وأمنية لديه، وأدار القوات من جواله وقطعهم عن وزارة الدفاع وكانت بيده كامل ميزانية الدفاع وهرب مع الرئيس وعثر بمسكنه على ثلاث سيارات تويوتا لاندكروزر مليئة (متروسة) بالدولارات تركها لسرعة هروبه، وهؤلاء المسؤولون الفاسدون كانوا متورطين بتجارة المخدرات وأمريكا اضطرت للتسامح معهم فيها مقابل تحالفهم فأغرقوا العالم والخليج بالمخدرات منخفضة الثمن مما ضاعف إغراء إدمانها لرخصها. وهؤلاء الحلفاء الفاسدون يعلمون أن الشعب لن يدافع عنهم فهربوا عند أول مواجهة لتدافع فيها عنهم القوات الأمريكية، بينما الشعب كان سيستميت بالدفاع عن السلطة لو جعلته السلطة يعيش برخاء ونزاهة وأمان فسيدافع عن رخائه ومصلحته وأمانة المتمثل بتلك السلطة.