هي ضرورية، ملحة في هذا الزمن، السوشال ميديا، أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس، ومن حياة مشاهير كرة القدم، على وجه الخصوص، إذ أصبح اللاعب النجم «سوبر ستار» ورقما صعبا في منصات السوشال ميديا، بعيدا عن المستطيل الأخضر. «عكاظ» تفتح هذا الأسبوع هذا الملف الحساس، واستنطقت عددا من المتخصصين والأكاديميين، لسبر أغوار انعكاسات انهماك اللاعبين في منصات السوشال ميديا، وآثارها السلبية والإيجابية على صميم عمل اللاعب ومستقبله وأدائه، وعلى الكرة السعودية قاطبة، وكيف يتعامل اللاعبون مع اتجاهاتها، وهل تنطوي تحت سقف الضرر أو الفائدة. العنزي: سلبية وإيجابية على اللاعبين تحدث الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور مصلح عبيد العنزي بأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الوسيلة الأولى لتحقيق التواصل بين الأفراد والجماعات على حد سواء، ويتباين الأفراد في التعامل معها بحسب وضع الفرد الاجتماعي أو الاقتصادي... الخ، وفي الآونة الأخيرة ظهرت اتجاهات قوية من اللاعبين للتواصل مع المجتمع عبر وسائل التواصل الحديثة سواء «السناب» أو «تويتر» أو أي وسيلة أخرى مع الفروق الواضحة في اتجاهات اللاعبين نحو تطبيقات معينة. ولمناقشة ظاهرة ارتفاع مستوى التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للاعبين نشير هنا إلى متغيرات نفسية قد تؤدي إلى المشاركة الفاعلة منهم في هذا المجال فهم جزء من المجتمع ويتأثرون بما يحدث من المجتمع العام بحكم انتمائهم له وبحكم أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وبرغبتهم في مسايرة الجماعة في توجهاتها العامة، فالرغبة في المسايرة عامل مؤثر على اللاعبين، وكذلك كفئة خاصة يعانون من عدم القدرة على التواصل المباشر مع الجمهور بطبيعة الشهرة الموجودة وعدم الرغبة المباشرة في التفاعل بحكم طبيعة الوضع القائم لدى اللاعبين والمجتمع الخارجي.. ومواضيع قد تتعلق بالتعصب الرياضي وبعض فئات المتابعين للجانب الرياضي الذي يتأثر بالمرحلة العمرية والجوانب النفسية لكل مرحلة، لذلك يعمدون إلى إشباع هذا الجانب في التواصل من خلال السوشال ميديا، وهذا الإشباع يتم إدراكه على أنه يحقق التوازن النفسي لديهم ويساعدهم في رفع مستوى الصحة النفسية. وقد يؤثر هذا الاتجاه على اللاعبين من الناحية الإيجابية أو السلبية، وذلك لارتباطه بالسمات الشخصية لدى اللاعب وقدرته على التعامل مع تباعات الظهور في السوشال ميديا، فبعض اللاعبين لديهم القبول والثقة بالنفس والمرونة النفسية في التعامل مع تبعات هذا الظهور، لذلك يساهم الظهور لهم بجوانب إيجابية عديدة تتمثل في ارتفاع تقدير الذات لديهم وارتفاع المسؤولية والرغبة في إرضاء المتابعين وتشكل لديهم دافعا نحو الإنجاز وتحقيق الطموحات. وعلى الجانب الآخر قد لا يشعر بعض اللاعبين بالقبول من الفئة المتابعة للجانب الرياضي ولذا قد يحصل تبعات سلبية على الجانب النفسي لديهم فقد يتعرضون للتنمر والتقليل مما ينعكس بشكل سلبي على تقديرهم لذواتهم ومن ثم انخفاض في مستواهم العام والدخول في القلق أو الاكتئاب. ومن الآثار التي قد يعاني منها الطرفان الميل إلى الانعزال والانطواء عن الفريق بسبب التركيز الذهني على السوشال ميديا؛ الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى مستوى من الإدمان يؤدي إلى ضعف التركيز على أداء المهام أثناء التمارين أو أداء المباريات. الماجد: اللاعبون المشهورون بوصلة شخصياتهم كما تحدث الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور فهد الماجد عن الآثار التي تنتج من السوشال ميديا بقوله: ينقسم اللاعبون في تعاملهم مع السوشال ميديا لشقين؛ لاعبون مشهورون، ولاعبون انخفضت أضواؤهم، فاللاعبون المشهورون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتكشف جوانب من حياتهم الشخصية، وهذا الأمر قد يحتمل الجانب السلبي والإيجابي، ويزيد من شعبية اللاعب تجاه القضايا الإنسانية والتعامل معها برقي ومثالية، فيحاول التأثير على المتابعين وإظهارها بشكل مميز، وقد يكون هناك جانب سلبي وهذا يندرج تحت مسمى «غير الاحترافية» في لعبة كرة القدم؛ فالبعض منهم غير منضبط في البرامج الرياضية وكل ما يتعلق بكرة القدم، فيظهر مثلا في وقت متأخر من الليل ما يمنع النوم مبكرا ويظهر عدم الالتزام، فهذا يظِهر جانبا سلبيا. وقد تظهر جوانب شخصية فيها سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا وهذا قد يؤثر على شعبيتهم وقبول المجتمع، وقد يظهر أيضا التعصب من خلال برامج التواصل وهذا إذا كان اللاعبون في قمة شهرتهم. أما اللاعبون الذين ابتعدوا عن المستطيل الأخضر وبدأت تنخفض شهرتهم فلها تأثير إيجابي حيث أصبحت تشكل للبعض مردودا إعلانيا فهي ستؤثر بشكل إيجابي لصالحهم وليس سلبيا فهم استفادوا من مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت دخلا لهم ويكون ظهورهم بشكل لطيف وإيجابي في صناعة المحتوى الهادف، فالبعض يملك هذا الشيء والبعض منهم يركب موجة الأشياء السخيفة لكسب الشهرة بقدر المستطاع، فهذه وجهة نظر متعلقة باللاعبين المحليين ومدى تأثرهم بها وهناك شخصيات جيدة من اللاعبين المميزين. المليص: نفسيات اللاعبين تلعب دوراً مهماً أبدى الإعلامي والأكاديمي الدكتور مسفر المليص أهمية السوشال ميديا بقوله: «مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي والصحافة الرياضية مجال جذب جماهيري، وهي نتاج إعلام رياضي متكامل تبثه، وأصبح الإعلام اليوم من خلال السوشال ميديا علما مهما وأساسيا في حياة الشعوب، ويستطيع توجيه بوصلة الجماهير من خلال تثقيف يومي مستمر لما يصبو إليه أصحاب الوسائل الإعلامية وله اثر كبير على دعم اللاعبين. وعن آثارها السلبية أوضح المليص: نعم لها أثر كبير على نفسيتهم وعلى أداء للاعبين داخل الملاعب خاصة في مجال النقد، كما أن الإنسان (نفس إعلامية) تتغذى بالخبر وتنمو بالفكر وتتعافى باللحن، من هنا يمكن القول إن الإعلام الرياضي بأنواعه المختلفة من وسائل التواصل وصحافة رياضية وبرامج إذاعية وتلفزيونية وفضائيات ومواقع إلكترونية، يؤثر تأثيراً كبيراً في الوقت الراهن ويشكل جوانب خطيرة من النمو السلوكي والقيمي لأفراد المجتمع في المجال الرياضي. وأردف قائلا: «مواقع التواصل الاجتماعي ك(الفيس بوك وتويتر وسناب وتيك توك) التي تعد الآن من وسائل نقل الأخبار والمعلومات والأكثر شهرة في العالم، كل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للاعبين والفرد أو المجتمع، ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، فرسائل الإعلام أيضا قادرة على تغيير سلوك وأنماط المجتمع، وقد يكون تأثير وسائل الإعلام في بعض الأحيان قويًا جدًّا على نشر نمط سلوكي وثقافي ورياضي واجتماعي ينتهجه الفرد أو المجتمع، وقد يكون التأثير كبيرا جدا عل نفسية الممارس الرياضي حيث الحديث عنه بوسائل التواصل يؤثر سلبا أو إيجابا على مستواه الرياضي داخل الملعب وقد يغير نتائج كثيرا من المباريات. الزيد: اللاعب لا بد أن يكون مؤثراً أكد الإعلامي خالد الزيد أنه «يجب أن يعرف الجميع أن منصات السوشال ميديا بتنوعها صارت تحت أنظار العالم وليس على مستوى الوطن فقط، ونشاهد التعاطي معها بحرية وهي عالم افتراضي، وبلا شك أن هذه المنظومة الاجتماعية جزء لا يتجزأ من العالم الافتراضي الذي يتحدث عن الكثير بمثل هذه المنصات، فسنتحدث عن اللاعبين الرياضيين خاصة عندما يكون اللاعب النجم في ناديه أو المنتخب وهو جزء لا يتجزأ من منظومة المنتخب مثله كالمشاهير الذين لهم حراك في النسيج الاجتماعي ومن خلال هذا الجانب وما يقدمه فهو تحت مظلة وطن لكي لا يخرج الجميع عن النص والنظام والآداب العامة. فعندما يأخذ اللاعب على عاتقه أن يكون مشهورا ومؤثرا في الآخرين يجب أن يعي ماذا يقول ومتى يتحدث في كثير من القضايا. كما أن الثقافة العامة مهمة عند اللاعب او المشاهير ليتعاطوا مع نسيج اجتماعي مميز. فتعامل اللاعبين لابد أن يحوي سلوكا اجتماعيا وفنيا وأن تكون لغته سائدة من خلال أطروحاته ومفرداته، والجانب الأهم كيف يترك الأثر لدى الآخرين ليكون مثالا حيا للجميع، فمتى ما كان اللاعب النجم يتعاطى بهذه الإمور فسيكون شخصا مؤثرا مشهورا من خلال ما قدمه من طرح إيجابي مميز يحتذي به الآخرون».