ليس صراعا مع المرض، المرضُ وغدٌ، لا يقفُ في وجهِك ولا ينظرُ في عينيك، والصراعُ شيمةُ الشجعان، أما المرض فخبيثٌ وجبان، المرض عبدٌ لئيم، يطعنُ في غفلةٍ، ويدسُّ سُمَّهُ في الجسد. الموت سيّدُه، وهو مجرّدُ مأجورٍ، يدبُّ على رؤوسِ أصابعِهِ والناسُ نيام، يتلصّصُ بلا ذمّة، ويلبُدُ في العتمة. كلُّ مواجهةٍ، عادلة، حتى لو لم تكن نزيهة، وهو ما لا يدّعيه المرض، إلا إذا تغلغلَ ونفثَ الألمَ في العظام. الموتُ آخرُ الشجعان فلا تأسفْ على ملاقاتِهِ وجهاً لوجه، لا تُدِرْ ظهرَك واطلبْهُ في نزال، لئلا تصيرَ فريسة، تستدرُّ الشفقةَ، وتطيلُ تعلّقَك، عليك أن تستفزَّ سهمَهُ بكلِّ ما بقَيَ لك من أَنَفَة، وتسمعَ حفيفَ الحربةِ في الهواء، قُبَيلَ تحريرِ روحِك نحو الأعالي. 14 أبريل 2021م