إن أكثر المواضيع نقاشًا وسخونة هذه الأيام في الوسط الرياضي السعودي هي عن داعمي الأندية، وهو سؤالٌ جديرٌ بالنقاش؛ لأن المحترفين الموجودين الآن في الدوري السعودي عقودهم الاحترافية ضخمةٌ جدًّا، وهذا بالتأكيد يصبُّ في مصلحة الدوري حتى نصل لمستوى كبيرٍ من المنافسة والانتشار؛ وبالتالي يكون المردود التسويقي لدورينا عاليًا، وطالما أن التوجّه هو رفع قيمة الدوري السعودي كاستثمارٍ وكقيمةٍ فنيةٍ تصبُّ في مصلحة كرة القدم السعودية، التي نتمنى قريبًا أن تنعكس القوة في هذه التعاقدات على مستوى المنتخبات الوطنية، وتصبح نتائج منتخباتنا في المحافل القارية والدولية تليق بحجم هذا الإنفاق. نعود لصلب موضوع المقال، والذي نناقش فيه الداعمين الذين يدعمون صفقات الأندية في هذا الموسم تحديدًا، وهو تساؤلٌ جديرٌ بالنقاش، ولا أظن أن إخفاء أيّ دعمٍ لأيّ نادٍ له مردودٌ إيجابيٌّ؛ لأن هذا الأمر قد يذهب لتفسيراتٍ وتأويلاتٍ لا يجب أن تكون حاضرةً في ذهن المتابع الرياضي، حتى لا ندخل في باب المظلوميات، وأن هذا النادي أو ذاك حقق البطولات؛ لأنه يجد دعمًا ماديًّا كبيرًا، لا يتوفر لبقية الأندية التي تعاني من سوء الحالة المادية، وهي واقعةٌ في شَرَك الديون، ولا تكاد تخرج من أزمةٍ إلا وتقع في أزمةٍ أكثر شراسة. في النصر على سبيل المثال: كل تفاصيل الدعم واضحةٌ بقيادة الرمز الأمير «خالد بن فهد بن عبد العزيز» وعبر القنوات الرسمية لنادي النصر، فجلُّ تعاقدات النصر كانت مرتبطةً باسم الأمير، ويعلن عنها في حساب النصر الرسمي، ولا ننسى نقطةً مهمةً هي أن النصر يعتبر النادي السعودي الوحيد الذي يضمُّ قائمةً ذهبيةً يتجاوز عددهم الخمسين عضوًا، وهذا لا يوجد في أيّ نادٍ آخر غير النصر، هذا الأمر معلنٌ وبإشراف وزارة الرياضة. إذًا في الجانب النصراوي كلُّ الأمور واضحةً ومعلنةً من خلال قنواتٍ رسميةٍ تخصُّ نادي النصر، يمكن الرجوع لها لتحفظ حقوق الداعمين الذين تشرّفوا بخدمة كيان نادي النصر، لكن في بقية الأندية يكاد يكون هذا الأمر مجهولًا، وكل ما نلاحظه أن الأندية تتعاقد دون أن نعلم مَن تكفّل بالصفقة، وأعني هنا تلك الصفقات الكبيرة التي تحتاج فعلًا لوجود داعمين يساعدون على إتمامها. في الرياضة -وتحديدًا منافسة كرة القدم- يجب أن تكون كل الأمور واضحةً أمام الجمهور، حتى يشعروا أن الكفّة متساويةٌ بين الجميع، فقصص الماضي القريب عن الدعم والداعمين ما زالت في أذهانهم، بعد أن وجدوا حجم الديون الضخمة التي خلّفتها تلك التعاقدات بسبب الإدارات السابقة، ولولا تدخل سيدي سموّ ولي العهد وحلَّ كلَّ تلك المشاكل المالية لربما غادرت أنديةٌ كبيرةٌ وكثيرةٌ مشهد المنافسة، وربما أعلنوا إفلاسهم، وعاش الجمهور في حيرة التساؤلات؛ لذلك لا أحد يتمنى أن يتكرر هذا المشهد، وليس سرًّا حين يتساءل الجمهور عمَّن يقف خلف كلّ تلك الصفقات والتعاقدات التي تعلن بشكلٍ مستمرٍّ في الأندية السعودية، فمَن يملك أعضاء ذهبيين يحقّ للجمهور أن يتفاخر بهم حين يتم الإعلان عنهم، والنادي الذي يملك استثماراتٍ ضخمةً يحقُّ لجمهوره أيضًا أن يفرح بهذا الشيء، فنجاح الاستثمار لأي نادٍ جزءٌ مهمٌّ من نجاح العمل المقدم لهذا النادي. سيظلُّ هذا السؤال قائمًا حتى تحضر إجابته، فالجمهور السعودي عاشقٌ لكرة القدم، وتهمُّه أدقّ التفاصيل؛ حتى يشعر بعدالة المنافسة ويستمتعوا بمشاهدة الدوري القوي الذي تكون مسببات القوة واضحةً بموجب عملٍ واضحٍ أُسّس له بشكلٍ واضح، فالنادي الجماهيري ممكن أن يكون أحد مصادر دخله اشتراكات الجماهير؛ وبالتالي حجم الانفاق سيختلف عن نادٍ آخر لا يملك قاعدةً جماهيرية، لكن أن تجد حجم الإنفاق بين نادٍ جماهيريٍّ وغير جماهيريٍّ متساوٍ هنا ستكون الأسئلة حاضرةً وصوت الشكوك مرتفعًا؛ لذلك من الأفضل أن يكون لاتحاد الكرة دورٌ في هذا الأمر حتى لو يستعين بوزارة الرياضة لضبط هذا الأمر، فالأندية السعودية معروفةٌ في حجم استثماراتها تقريبًا، ومعروفٌ عدد الداعمين في المشهد الرياضي، ومن هذا المنطلق من الممكن أن يكون أمرًا منطقيًّا حين تقترن تلك الصفقات الكبيرة في جانب التعاقدات الأجنبية بالمصدر الرئيس أو الممول للصفقة، فما الذي يضرّ حين يعلن الشباب أو الاتحاد أو الأهلي أو الهلال أو أيّ نادٍ آخر عن مصدر تمويل الصفقات؟! ودمتم بخير،،،