اشرأبّت أعناق الحجاج، وتوحدت قلوبهم في يوم عرفة، وارتفعت أياديهم بالتضرع وصلّوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامتين. وكانت قوافلهم توافدت إلى صعيد عرفات وسط متابعة أمنية مباشرة نفذتها القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. وتوفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. واتسمت الحركة المرورية لعملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات بالانسيابية، وشهد مشعر عرفات إجراءات احترازية وصحية، استهدفت التباعد المكاني، كما تم تزويد الحجاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، التي تساعدهم على أداء نسكهم، منها «الإحرام الطبي، والمعقمات، وحصى الجمرات المعقمة، والكمامات، وسجادة الصلاة، ومظلة للوقاية من ضربات الشمس»، فيما جهزت وزارة الصحة 3 مستشفيات في المشاعر المقدسة، و6 مراكز صحية، مركزان منها في عرفات، ومركز في طريق المشاة في عرفة، و3 مراكز في مواقع سكن الحجاج بمنى. وتشارك كوادر طبية وفنية في تقديم الخدمات الصحية للحجاج، وتكثف استعداداتها للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري، وبقية الأمراض المتعلقة بالحرارة المتوقع حدوثها نظراً لتزامن موسم الحج مع ارتفاع درجات الحرارة من خلال توفير العديد من مراوح الرذاذ بالماء، التي أثبتت فعاليتها في خفض درجة الحرارة، والتقليل من حالات الإجهاد الحراري. وأكد نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح مشاط، أن تفويج الحجاج إلى صعيد عرفات تم بسلاسة كبيرة، لافتاً إلى توفير مساحات كبيرة لحملات الحجاج في مزدلفة. وأضاف مشّاط: «نعمل على تنظيم وفود الحجاج، والجولات التفقدية مستمرة للوقوف على أية مخالفات».