اليوم (الأحد)، الرياضومسقط تتناغمان على سيمفونية الأخوة والمحبة، فحينما تطرب الرياض على إيقاع العرضة النجدية، تتجاوب الأوركسترا العمانية بالعازي العماني، أبها وصلالة ونيوم والدقم سترقص طربا بعد لقاء قمة نيوم بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والسلطان هيثم بن سعيد، وستغطي غيوم السماء أبها وصلالة لتخبرنا بمستقبل مشرق. ويقول عضو جمعية الصحفيين العمانية الصحفي راشد أحمد البلوشي ل«عكاظ» إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة تعد يوما تاريخيا تعزز فيه روابط الأخوة، وتشكل أهمية علي الصعيد الخليجي والمستويات الثنائية والإقليمية وستفتح آفاقا واسعة لمستقبل زاهر للعلاقات بما يحقق للبلدين والشعبين مستقبلا واعدا. فاللقاء المرتقب بين خادم الحرمين الشريفين والسلطان هيثم بن طارق سيكون له الأثر الطيب بين الشعبين وستكون نتائجه إيجابية تخدم الجانبين بما يحقق الأمن والسلام. ويتطلع الشعبان أن يخرج اللقاء بما تفرح به الشعوب لا سيما في الاقتصاد والتجارة والإعلام فضلا عن العديد من الاتفاقيات التي من المتوقع توقيعها. وأشار البلوشي إلى أن السعودية تشكل ثقلا سياسيا كبيرا ومحور ارتكاز لدول الخليج ورقما صعبا في المعادلات السياسية والاقتصادية والتجارية، وتخطو بخطى سريعة وراسخة للنمو وظهر النمو المتسارع في أنحاء المملكة خلال فترة قصيرة. من جانبه أشار الكاتب الصحفي علي بن راشد المطاعني ل«عكاظ»، إلى أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى السعودية، ولقاءه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين لها أهمية كبيرة على العديد من الأصعدة والمستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وتأتي تتويجا لتطور العلاقات بين البلدين التي تشهد تطورا متسارعا في العديد من المجالات الاقتصادية، وتفتح آفاقا أوسع لمستقبل باهر للعلاقات بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين ومن حسن الطالع أن زيارة جلالة السلطان تأتي كأول زيارة رسمية خارجية لجلالته منذ تولية مقاليد الحكم في البلاد ما يعكس العديد من الدلالات والمضامين المؤكدة على مكانة المملكة قيادة وشعبا وما تحظى به العلاقات بين البلدين من اهتمام السلطنة. وأكد المطاعني أن العلاقات بين السلطنة والمملكة ترتكز على إرث تاريخي من العلاقات الأخوية بين البلدين كأقدم الكيانات في المنطقة، فمن الطبيعي استحضار هذا الإرث لتأطير العلاقات بين البلدين بما يحقق تطلعات شعبي البلدين وطموحاتهما المستقبلية للمزيد من التطوير لهذه العلاقات وتوظيفها في كل المجالات والأنشطة الاقتصادية. وأضاف المطاعني أن الفترة الماضية شهدت تبادل زيارات بين المسؤولين لمناقشة العلاقات الاقتصادية ومجالات التعاون التي سوف تتوج بالاتفاق الاستراتيجي بين مسقطوالرياض وإيجاد شراكة اقتصادية حقيقية وتكامل بين البلدين الشقيقين. وأوضح أن هذه العوامل المشتركة يتعين الآن تفعيلها وتوظيفها لما فيه خير الشعبين الشقيقين وفي كافة المجالات الاقتصادية وتفعيل التبادل التجاري بينهما وتبادل الخبرات في كافة مناحي الأنشطة الحياتية، التي سيكتمل زخمها بافتتاح الطريق البري بين البلدين في الفترة القادمة. وأضاف أن الزيارة ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات في كافة مجالات التعاون المتاحة والممكنة وصولا لعلاقات ثنائية متميزة تغدو نموذجا لدول المجلس في سعيها النبيل للوصول للتكامل الخليجي المرتجى. وأكد المطاعني أن اللقاء بين الزعمين الكبيرين في المنطقة يعد بادرة طيبة لإرساء أسس وقواعد متينة للعلاقات الخليجية في المرحلة القادمة تقوم على تعزيز التكامل بين الدول الخليجية كما أن اللقاء سيسهم في تذليل العقبات التي تعترض مسار العلاقات الخليجية الخليجية. كما اوضح الصحفي علي بن راشد المطاعني إلى أن اللقاء سيتناول إحلال السلام في المنطقة، وما تبذله السلطنة من جهود لتقريب المواقف وأن الدولتين يتطلعان لتسخير الطاقات وتوجيهها للتنمية وتعزيز الإقتصاد بما يحقق الرفاهية لشعوبهما، وأن الاستقرار هو السبيل الأوحد المفضي للتنمية المستدامة وصولا لرفاهية شعوب المنطقة بأسرها. وقال إن هناك تحديات كبيرة سواء اقتصادية أو صحية أو جيوسياسية تواجه دول المنطقة ودول العالم قاطبة، والسلطنة والمملكة جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة بطبيعة الحال، إلا أن إرادة قيادة البلدين عازمة على تجاوز هذه التحديات والاستفادة منها كفرص شراكة وتكامل في العديد من المجالات بما يسهم في تعزيز التنمية والعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين واستقرار المنطقة وإتاحة فرص النمو والازدهار. وأضاف: نأمل أن تكلل هذه الزيارة التاريخية بنتائج طيبة ومستدامة من أجل مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وأن تتم ترجمة كل ما سيتم توقيعه إلى برامج عمل واستثمارات مشتركة. بدوره أكد نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية، سالم بن حمد الجهوري، أن اللقاء يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين طيلة العقود الماضية لاسيما ال50 سنة الماضية. وأشار إلى أن هذه المرحلة التي يتم اليوم الاستعداد لتنفيذها تهدف إلى إيجاد التكاملية والشراكة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية، وتطوير السياحة بين البلدين والاستفادة من القدرات البشرية والإمكانيات المالية والمواقع الجغرافية والمناطق الصناعية، وتبادل العلوم والمعارف والخبرات. وأوضح أن الزيارة تهدف إلى الاستفادة من رؤيتي البلدين «عمان 2040» و«السعودية 2030» اللتين تهدفان إلى تغيير شامل في منظور المستقبل الذي سيعتمد على سواعد أبناء البلدين في إحداث هذا التغيير.