وسط بيت شعبي بباب الريع عمق «حارة فوق»، بالقرب من مسجد «ابن العباس» بمدينة الورود «الطائف»؛ خرج إلى الدنيا بداية الستينات الميلادية رجل المهمات الصحفية الصعبة المتمرد.. وبين مدارس «السعودية والعزيزية» بالطائف، و«الرحمانية» بشعب عامر و«عبدالرحمن الناصر» بالعتيبية في مكة، و«الفلاح» الإعدادية والثانوية بجدة نهل من التعليم العام، وعشق الإعلام منذ المراهقة.. وفي جامعتي المؤسس والقاهرة كان للإعلام منه نصيب حتى «الدكتوراه».. إنه الصحفي والأكاديمي الدكتور أيمن حبيب. في طفولة مفتوحة على «التأصل»، وفتوة منفتح صوب «التوهج»، وشبيبة تائق إلى «التوقد»؛ استوعب عند «الإعدادية» قدرته الإعلامية ومراحل كتاباته القديمة.. وعند التنفيذ في «الإذاعتين»، المدرسية و«جدة»؛ أوقفه أبوه عن الثانية خوفاً على دراسته المنهجية.. وحين ظهرت نتائج آخر العام متفوقاً؛ وقف مراقباً «الأثير» لمتابعة ابنه الإذاعي الصغير. وعند خروجه يومياً من مدرسته الإعدادية «الفلاح» في الحارة الجداوية القديمة «المظلوم»؛ كان يلفته بؤس قاطنات «الرباط» المجاور، فحمل همَّاً وتحمّل عبئاً للتعريف بأحزانهن ومعاناتهن، وأخرج من يديه أول تحقيق صحفي من داخل تلك الدور المليئة بالآلام.. ومن تلك الانطلاقة الصحفية؛ تكون داخله خليط إعلامي عملي مكتمل المهنية. بين دموع «الذكرى» ومدافن «الذكريات»؛ يترحم على والده الطائفي العتيد الراحل، صاحب الخصوصية الحجازية المدعومة بمرتكزات فريدة صهرت موروث 3 مدن تنقَّل بين ردهاتها «مكةوجدةوالطائف».. وحين اختزن جوانب من التفاؤل والتمني والارتقاء بالذوق الإنساني؛ دعا لأمه المكية من «آل الطيب»، الحارسة الأمينة على هوية أبنائها الأصيلة. ومع زوجاته اللاتي صنع معهن محطات حياتية لا تنسى؛ أوجد لهن مساحة للبوح الصادق فملأن عينيه ابتسامة وفرحاً.. أما أبناؤه الثمانية «محمد، براء، عبدالله، عبدالعزيز، ود، وجد، عزة، ووهج» فتعلموا منه «الإجادة» بالأخذ بالنصف المليء من الكأس دون انشغال بالفارغ، وحقق لهم مكانة عملية عليا يرون فيها «التميز». أما «عكاظ» المتغلغلة داخل حياة الناس فكانت له تجربة مهنية اعتز بها محرراً ومديراً ونائباً ورئيساً مكلفاً للتحرير.. وحين أصبح ذلك الصرح ملجأ القارئ وصوت المدينة والقرية نقل تجربته لطلابه بطريقة أكاديمية.. ولما شعر بغربة مكان كان بدايات مراحله الصحفية أحس بالمرارة لمغادرته صحيفة عاش داخلها 30 عاماً.