أيدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ما أعلنته وزارة الحج والعمرة بقصر حج هذا العام 1442 على المواطنين والمقيمين داخل المملكة بإجمالي 60 ألف حاج نظراً لاستمرار تطورات جائحة فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19» وظهور تحورات جديدة له في العالم. وقالت: «إن النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد الكلية تدل على وجوب المحافظة على الأنفس وأن ذلك من المقاصد الشرعية الإسلامية، كقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وقوله سبحانه: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)». وأوضحت أنه لأجل ذلك جاءت النصوص الصحيحة الصريحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة، وأن تبذل كل الأسباب التي تؤدي إلى التقليل من تفشيها كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يوردن ممرض على مصح» متفق عليه من حديث أبي هريرة، وقوله عليه الصلاة والسلام: «فِرّ من المجذوم كما تفر من الأسد» أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأشارت إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت ببذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر أو التقليل من ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها» متفق عليه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما. وأضافت: «ونظراً إلى ما قرره أهل الاختصاص من أن التجمعات تعد السبب الرئيسي في انتقال العدوى في ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا وتحوراتها، وأن التقليل من هذه التجمعات هو الحل الأمثل حتى يأذن الله بارتفاع هذا الوباء، فإن ما قررته حكومة المملكة العربية السعودية يعد قراراً موفقاً ومسؤولاً ومطلوباً اتخاذه حفاظاً على الأنفس البشرية، وقياماً بواجب المسؤولية تجاه هذه الشعيرة العظيمة (فريضة الحج) وتجاه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، إعمالاً لقوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)».