بدا أن القوى الكبرى أيقنت أخيراً أنه ما لم يتم دحر وباء كوفيد-19 في كل مكان في العالم فلن ينجو من الخطر أي مكان في العالم، مهما ارتفعت نسب تطعيم الشعوب. ومما يبشر بأن التوصل إلى تلك القناعة يمكن أن يدفع الدول الغنية لتنسيق توزيع اللقاحات على الدول النامية، والفقيرة، والمتدنية والمتوسطة الدخل. وجاءت مقررات القمة الصحية العالمية التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما (الجمعة) لتعزز تلك القناعة. فقد تعهد صندوق النقد الدولي بتخصيص 50 مليار دولار لوضع حد للجائحة، وتطعيم 40% من سكان المعمورة بحلول نهاية السنة الحالية على أن ترتفع النسبة إلى 60% بحلول نهاية 2022. وتعهد رؤساء شركات فايزر، وموديرنا، وجونسون آند جونسون بتوفير 3.5 مليار جرعة من اللقاحات بسعر التكلفة، أو بسعر مخفض، للدول المتوسطة والمتدنية المداخيل خلال العامين القادمين. وبموجب التعهد ستقوم شركة فايزر الأمريكية وشريكتها الألمانية بيونتك بتوفير مليار جرعة من لقاحيهما، فيما تعهدت جونسون آند جونسون بتوفير 200 مليون جرعة. وأعلنت شركة موديرنا أنها ستتيح 100 مليون جرعة. وتعهدت فايززر-بيوتك بتوفير مليار جرعة إضافية خلال السنة القادمة. وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيساهم ب100 مليون جرعة هذا العام، من خلال مبادرة كوفاكس التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية. ولم تحدد شركات اللقاحات الثلاث المذكورة المظلة التي ستقدم من خلالها الكميات التي تعهدت بتوفيرها. وذكرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن الدول الكبرى التي ستساهم في مبادرة تطعيم سكان العالم ستستفيد من ذلك بتعافي اقتصاداتها التي تضررت من النازلة. وأضافت أن الاتجاه إلى تلقيح سكان العالم سيضخ ما يعادل تسعة ترليونات دولار بحلول سنة 2025. وزادت أن الانتعاش الاقتصادي المرتقب ستكون الدول الكبرى المستفيدة الأكبر منه. وفي لندن؛ أعلنت شركة غلاكسوسميثكلاين الدوائية العملاقة وشركة ميديكاغو أن لقاحاً تعكفان على تجهيزه قد أدى الى استيلاد أجسام مضادة أكبر حجماً بنحو 10 أضعاف مما حدث للأشخاص الذين تعافوا لتوهم من كوفيد-19. وأضافتا أن اللقاح الجديد حقق تلك النتائج الإجابية في جميع الشرائح السنّية. وأوضحتا أنه تمت تجربته على 500 متطوع تراوح أعمارهم بين 18 و88 عاماً. وأجريت تلك التجارب في كندا، والولاياتالمتحدة، وبريطانيا، والبرازيل في مارس الماضي. وتأمل الشركتان بحشد 30 ألف متطوع للتجارب السريرية الموسعة المتوقعة خلال الصيف القادم، على أن تتقدما بطلب لفسح اللقاح في وقت لاحق من السنة الحالية. وتعمل شركة غلاكسوسميثكلاين البريطانية مع شركات أخرى لابتكار لقاحات جديدة ضد مرض كوفيد-19؛ إذ تتعاون مع شركة اس كيه بيوساينس الكورية الجنوبية لإنتاج لقاح. كما تتعاون مع شركتي نوفافاكس وكيورفاك الأمريكيتين لإنتاج لقاحين خاصين بكل منهما. كما تعمل الشركة البريطانية العملاقة مع شركة كيورفاك على إنتاج لقاح لتطعيمات «الجيل الثاني» تردد أن تجاربه الأولية حققت نجاحاً مبهراً. وفي سياق متصل؛ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن (الجمعة) إن الولاياتالمتحدة قد تتمكن من إنتاج مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام الحالي. وأكد بايدن أن التوقعات تنصرف إلى الفارغ من تطعيم جميع أفراد الشعب الأمريكي بحلول نهاية 2021. وأشارت أسوشيتدبرس أمس إلى أن بعض الولاياتالأمريكية تفتقت عن حيل بارعة لإقناع المتوجسين من اللقاح بأخذه. ومنها ولاية أوريغون التي وزعت بطاقات يانصيب على من يخضعون للقاح تتيح لحاملها الفوز بمليون دولار!