تواصَل تحسُّن بعض المؤشرات من مكان إلى آخر في العالم، بيد أن الأرقام السيئة لا تزال دليلاً على أن معركة الإنسانية ضد وباء فايروس كورونا الجديد عصيةٌ على حل قريب. فمن جهة؛ ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم فجر الثلاثاء إلى 164 مليون نسمة، توفي منهم 3.39 مليون شخص. وفيما بدا أن الهند ربما بدأت الخطوات الأولى على طريق ما يعرف ب«تسطيح منحنى الإصابات»؛ بإعلانها تسجيل 281 ألف حالة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية، وهي المرة الأولى التي ينخفض فيها العدد دون 300 ألف إصابة يومياً منذ 21 أبريل الماضي؛ استمر تزايد عدد المتوفين بالوباء. فقد قيدت الهند أمس 4106 وفيات، وقيدت الأحد 4077 وفاة. واستمر التصاعد الجنوني في العدد التراكمي لحالات البلاد إلى 24.96 مليون إصابة. وأشارت صحف ريفية تصدر باللغات المحلية أمس إلى أن عدد وفيات كوفيد في الريف يفوق المعلن رسمياً بالآلاف. وقد حققت صحيفة «داينك باهاسكار»، التي تصدر باللغة الهندية في ولاية أوتاربراديش المأهولة وسط البلاد، سبقاً صحفياً كبيراً، بإرسالها 30 من محرريها لرصد الأزمة الصحية على امتداد ضفتي نهر الغانجيز الذي يعتبره الهندوس مقدساً. فاكتشف المحررون أكثر من ألفي جثة مدفونة في قبور غير عميقة على امتداد 1140 كيلومترا بمحاذاة ضفتي النهر، في حين تزعم الحكومة الهندية أن 300 شخص فقط يموتون يومياً بكوفيد-19 في تلك الولاية. وأحصى المحررون 52 جثة عثر عليها طافية على مياه النهر. وفي ولاية غوجارات، مسقط رأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي، اكتشف محررو الصحيفة أن السلطات الصحية حررت 123 ألف شهادة وفاة خلال الفترة من 1 مارس إلى 10 مايو الجاري؛ في حين تتمسك الولاية بأن عدد وفيات الوباء خلال الفترة المذكورة يبلغ 4218 وفاة فقط. وذكرت صحيفة «غوجاراتي ساماشار» المحلية أن ما لا يقل عن 200 جثة يتم حرقها يومياً بنحو 72 طناً من الحطب، في مقابل نحو 60 جثة كانت تحرق يومياً قبل اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. وفي المقابل؛ عادت بريطانيا أمس إلى ما يشبه طبيعتها السابقة لاندلاع النازلة، بعدما سمح للمطاعم، ومرافق الضيافة بفتح أبوابها لزبائنها، في سياق خطة رئيس الحكومة بوريس جونسون لرفع تدابير الإغلاق بحلول 21 يونيو القادم. غير أن جونسون بدا مرتاباً في أن يتسبب الانفتاح في انتكاسة وبائية. فقد قال لشعبه إنه يتعين على العائلات أن تتبنى ما سماه «جرعة كثيفة من التحوط»، مع فتح الأسواق وأماكن الضيافة. وأشار إلى أنه قلق من ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بنسبة 8% خلال الأسبوع الماضي. وقال جونسون إن ظهور السلالة الفايروسية الهندية المتحورة في بريطانيا يعني أنه يتعين ممارسة الحريات المستعادة بقدر كبير من الحرص والحذر. وذكر وزير الصحة البريطاني ماثيو (مات) هانكوك أمس أن السلالة الهندية تنتشر «مثل حريق هائل». وعزا ذلك إلى رفض مواطنين الخضوع للتطعيم باللقاحات المانعة للإصابة بالوباء. وأشار إلى أن الأشخاص الذين تم تنويمهم في مستشفى بولتون، بعد تأكيد إصابتهم بالسلالة الهندية، كانوا مستحقين للتطعيم، لكنهم آثروا عدم الخضوع. ويصل عدد المصابين بالسلالة الهندية في بريطانيا إلى 1313 شخصاً، توفي منهم 4 أشخاص. ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن أطقم طائرات الخطوط الجيو البريطانية بدأوا يتغيبون لتفادي الرحلات المتجهة إلى الهند، خشية الإصابة بالسلالة الهندية من الفايروس. وأضافت أنه تم إلغاء الرحلات الليلية للهند، في محاولة لإقناع الأطقم الجوية بالحضور للعمل على متن الرحلات المتجهة إلى الهند. وزادت أن كبار مديري الشركة أرسلوا خطابات للأطقم الجوية يناشدونهم فيها الحضور للعمل لتنفيذ تلك الرحلات المجدولة. وكشفت الصحيفة أن أحد مديري الشركة كتب رسالة إلى الأطقم الجوية يبلغهم فيها بأنهم إذا شعروا بالضيق من فكرة السفر للهند، فإن عليهم إبلاغ الشركة ليتم إعفاؤهم منها. وعلى رغم أن شركة الخطوط الجوية البريطانية خفضت رحلاتها إلى الهند، بعدما ضمت الحكومة البريطانية الهند إلى «القائمة الحمراء» للدول المحظور دخول القادمين منها إلى بريطانيا؛ إلا أنها لا تزال تسيّر سبع رحلات أسبوعياً إلى كل من نيودلهي، ومومباي، وبنغالور، وحيدرأباد.