تتباين نتائج المعركة التي تخوضها الإنسانية ضد وباء فايروس كورونا الجديد من مكان إلى مكان. ففيما يتهيأ البريطانيون والأمريكيون لاستكمال العودة إلى حياتهم الطبيعية السابقة لاندلاع نزلة كورونا، بفضل تسارع حملات تطعيم السكان؛ تواجه الهند والبرازيل ودول عدة في آسيا وأفريقيا أوضاعاً قاسية. وعلى رغم تباين عدد الإصابات الجديدة والوفيات من يوم لآخر؛ إلا أن البؤس في المناطق المنكوبة لا يزال على أشده؛ خصوصاً في الهند. فقد سجلت الهند أمس (الإثنين) 368147 إصابة جديدة، و3417 وفاة. وهي أرقام، يمكن من الناحية الحسابية اعتبارها مبشرة لأنها أدنى من سابقاتها. فقد سجلت الهند في 1 مايو الجاري 401993 إصابة. وسجلت في 2 الجاري 392488 إصابة. وها هي ذي تقترب من بلوغ حاجز ال 20 مليون إصابة منذ اندلاع الوباء (19.92 مليون إصابة أمس). وعلى رغم إمهال المحكمة العليا في الهند السلطات حتى أمس (الإثنين) لتوفير الأكسجين، والأسرّة الإضافية، والعقاقير للمستشفيات؛ فإن قصص الموت الذليل، ورفض استقبال المرضى، وانقطاع الأكسجين عن عنابر المستشفيات لا تزال حاضرة في الصحف والفضائيات الهندية. وأدت الانتقادات الجمة التي وجهت لرئيس الوزراء ناريندرا مودي في شأن إدارته لملف الكارثة الوبائية إلى خسارة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الذي يتزعمه، الانتخابات التشريعية في خمس ولايات. وفيما حافظ الحزب الحاكم على ولاية أسام (شمال شرق الهند)، خسر ولايتين مهمتين جنوب البلاد. ووجهت لرئيس الوزراء انتقادات شديدة بسبب سماحه بإقامة الحملات الانتخابية الحاشدة، في أتون الأزمة الوبائية. كما سمحت حكومته لمئات الآلاف من الهندوس بالاحتشاد على ضفاف نهر الغانجيز لإقامة طقوسهم الدينية، من دون مراعاة للاشتراطات الصحية. وخلال الأيام ال 10 الماضية شهدت ثلاثة مستشفيات هندية، وفاة عشرات المصابين بالفايروس من جراء عدم وجود الأكسجين الطبي. وقال رئيس وزراء حكومة ولاية نيودلهي آرفيند كيجريوال أمس إنه ظل يطالب الحكومة الاتحادية بتسليم نيودلهي حاجتها من الأكسجين الطبي التي تبلغ 976 طناً مترياً. لكنها لم تزوِّدها بأكثر من 490 طناً مترياً. ونقلت الصحف المحلية والعالمية مشاهد لأنصار حزب المؤتمر المعارض والأحزاب المعارضة الأخرى وهم يرقصون في الشوارع، للتعبير عن فرحتهم بالخسارة التي مني بها حزب بهاراتيا جاناتا. وفي مقابل ذلك الواقع يجثم واقع آخر يتمثل في استنفاد الطاقات الاستيعابية للمقابر ومحارق جثامين موتى كوفيد-19، والمستشفيات التي لم تعد قادرة على استقبال المصابين بالفايروس. وارتفع عدد وفيات الهند 218959 وفاة منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. وأوردت حصيفة «تايمز أوف إنديا» أمس تفاصيل وفاة 16 مريضاً في مستشفيين بولاية أندرابراديش الجنوبية، و6 وفيات في مستشفى غيرغاون، القريب من نيودلهي، بسبب نقص الأكسجين الطبي. وعلى رغم استعانة الحكومة الهندية بقطارات السكك الحديد، وطائرات سلاح الجو الهندي، وأساطيل طائرات المساعدات القادمة من دول العالم؛ فإنها عاجزة عن توفير متطلبات المستشفيات من هذه المادة الحيوية، خصوصاً أن مرض كوفيد-19 هو في الأصل مرض تنفسي. وقالت حكومة ولاية نيودلهي إنها سجلت 412 وفاة في نيودلهي وحدها خلال الساعات ال 24 الماضية. أعلنت ماليزيا أمس أنها سجلت أول إصابة في أراضيها بالسلالة الهندية المتحورة من فايروس كورونا الجديد، بعد أيام من إعلانها حظر الرحلات الجوية القادمة من الهند. وذكرت وكالة برناما الحكومية للأنباء أن المصاب مواطن هندي تم فحصه في مطار كوالالمبور. وفي برلين؛ قالت الحكومة الألمانية إن عدد الإصابات الجديدة يوالي ارتفاعه. وأضافت أنها سجلت 18535 إصابة و110 وفيات خلال الساعات ال 24 الماضية. وأعلنت سنغافورة أمس وقوع أول وفاة بكوفيد-19 منذ نحو شهرين، فيما يشهد عدد الإصابات الجديدة ارتفاعاً ملحوظاً. وأوضحت أن المتوفاة امرأة عمرها 88 عاماً. وقد توفيت في مستشفى تم التأكد من إصابة 27 منوّماً فيه بكوفيد-19. وأبلغت تايلند أمس عن وقوع 31 وفاة بكوفيد-19، تعد الأكبر في يوم واحد منذ بدء النازلة. الكارثة الهندية