انفتحت الليلة قبل الماضية آفاق جديدة على الطريق الى إمكان دحر جائحة كورونا، التي قتلت أكثر من 3.32 مليون شخص، وأصابت حتى الآن نحو 160 مليون نسمة. فقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على تطعيم المراهقين من سن 12 إلى 15 عاماً بلقاح شركتي فايزر وبيونتك؛ ما سيضمن عودتهم إلى مدارسهم من دون مخاوف من وباء كورونا. وسيبدأ تطعيم المراهقين الأمريكيين اعتباراً من غدٍ (الخميس). ويتوقع أن يصدر إعلان حكومي بهذا الشأن اليوم (الأربعاء). ويستخدم لقاح فايزر-بيونتك في معظم دول العالم لتطعيم الأشخاص الذين بلغوا 16 عاماً فما فوقها. وكانت كندا اتخذت الأسبوع الماضي قراراً بتطعيم أي طفل من سن 12 عاماً بهذا اللقاح. وقالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إن لقاح فايزر-بيونتك مأمون، ويوفر حماية قوية للأطفال دون سن ال20 عاماً، بعد تجارب سريرية شملت أكثر من 2000 مراهق راوحت أعمارهم بين 12 و15 عاماً. ولاحظت الهيئة أن الأطفال الذين تم تحصينهم بجرعتي اللقاح المذكور لم تقع في صفوفهم أية إصابات بكوفيد-19، في حين أصيب 16 طفلاً من المجموعة التي أعطيت لقاحاً وهمياً لأغراض المقارنة. وأضافت أن العلماء المتابعين للتجارب اكتشفوا أن لقاح فايزر-بيونتك أدى إلى تطوير مستويات عالية جداً من الأجسام المضادة لدى الأطفال، تزيد كثيراً على ما تم رصده لدى الشبان البالغين. وأعلنت شركة بيونتك الألمانية أمس الأول أنها زادت توقعاتها بالنسبة إلى مبيعات اللقاح الذي تقوم بتسويقه مع شركة فايزر. وأضافت أنها تتوقع أن تصل أرباح مبيعاتها خلال السنة الحالية إلى 15.1 مليون دولار. ويشهد لقاح فايزر-بيونتك إقبالاً متزايداً من غالبية دول العالم. وأعلنت الخدمة الصحية الإنجليزية أمس أن بريطانيا غدت في وضع «جيد جداً» لمواجهة سلالات فايروس كورونا الجديد المتحورة وراثياً. وقالت مسؤولة فريق البرنامج البريطاني لتقصي التسلسل الجينومي للفايروس البروفيسور شارون بيكوك إنه لم تتوافر دلائل بعد على أن السلالة الهندية المتحورة تسبب تدهوراً خطيراً في الأعراض. وذكر العالم بجامعة كامبريدج البروفيسور رافي غوبتا أن الدراسات تؤكد أن السلالة الهندية عرضة للتدمير بفعل اللقاحات المتوافرة في بريطانيا. وقالت شركة بيونتك الألمانية، صانعة لقاح فايزر-بيونتك، في تقريرها المالي أمس الأول إنه لا توجد أدلة تؤكد الحاجة إلى تعزيز لقاحها الحالي بجرعة ثالثة لمواجهة جميع السلالات الحالية. وفي العاصمة النرويجية أوسلو، قال معهد الصحة العمومية -ما يعادل هيئة الغذاء والدواء النرويجية- أمس إنه ينبغي أن يقتصر تعاطي لقاحي أسترازينيكا وجونسون آند جونسون على الأشخاص الذين يتطوعون بملء إرادتهم لذلك. وأضاف أنه يتعين عدم إعطائهما بشكل روتيني بسبب «الآثار الجانبية الخطيرة»، بعدما تم الإبلاغ عن إصابة أشخاص تطعّموا بهما بجلطات دموية نادرة. وكانت الدنمارك أوقفت استخدام اللقاح الإنجليزي للأسباب نفسها؛ فيما عمدت دول أوروبية إلى قصر استخدامه على فئات عمرية محددة. وتقول هيئات الأدوية الأوروبية إن الجلطات الناجمة عن تعاطي اللقاح ضئيلة العدد، ولا تتجاوز شخصاً واحداً من كل 60 ألفاً.