للمرة الأولى منذ نحو 8 سنوات، شهدت القاهرة اليوم (الأربعاء) جلسة مشاورات مصرية - تركية، ونشر المتحدث باسم الخارجية المصرية أول صور للاجتماع الذي ينعقد في مقر وزارة الخارجية المصرية. وترأس الجانب المصري نائب وزير الخارجية المصري السفير حمدي سند لوزا ونظيره التركي السفير سادات أونال. وبحث الجانبان عدة ملفات تؤسس في محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين. وتستمر المشاورات لمدة يومين، بحسب بيان الخارجية المصرية، بعد قطيعة منذ عام 2013 وتدهور العلاقات بينهما. وكشف مصدر مسؤول ل«عكاظ» أنه في حال نجاح هذه المباحثات ستمهد للقاء بين وزيري خارجية البلدين خلال الأيام القادمة، متوقعاً أن يتم خلال المناقشات إرجاء القضايا الأكثر حساسية كدعم أنقرة لجماعة الإخوان، ولفت إلى أن الزيارة في مجملها محاولة لإعادة الدفء بين البلدين، وابتعاد تركيا عن ادعاءاتها السابقة بعدم شرعية المؤسسات في مصر، واعتراف واضح من خلال هذه الزيارة بشرعية المؤسسات. وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير رخا حسن، إن أنقرة لديها النية في إنهاء الخلافات مع عدد من الدول العربية في ضوء الأحداث التي تواجهها تركيا سواء في الداخل والخارج، وقرب الانتخابات الرئاسية عام 2023، وهو ما يعكس الرغبة في تخفيف الاحتقان الداخلي. وأضاف أن حلحلة الأزمة الليبية لها دور كبير في التقارب بين القاهرةوأنقرة، وأن أزمة التيارات الإخوانية الهاربة ربما لا تعول عليها القاهرة حالياً، في ظل ما تواجه تلك التيارات من تحديات كبيرة في الخارج. ويرى الخبير بالشؤون التركية بمركز دراسات الأهرام الدكتور بشير عبد الفتاح، أن هناك عددا من الملفات سوف يتم مناقشتها مع الجانب التركي، بينها أزمة الغاز في البحر المتوسط، والتدخلات التركية في ليبيا وسورية والعراق، والتوغل التركي في أفريقيا، إضافة إلى دور تركيا في أزمة سد النهضة، فضلاً على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، متوقعاً التطرق إلى أزمة جماعة الإخوان. وقال إن هذا اللقاء سيكون تمهيداً إلى لقاءات أخرى على مستوى مسؤولين كبار من الجانبين.