من هو العميد محمد حجازي نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي تضاربت الأنباء حول الوفاة الغامضة له أمس (الأحد)؟. فبينما أعلنت في طهران وفاته إثر أزمة قلبية، كذب مقربون من الحرس الثوري الرواية الرسمية للملالي وألمحوا إلى تصفيات داخلية إثر خلافات تفجرت بعد الاختراقات العديدة التي طالت المنشآت النووية وعلماء بارزين. فبعد اصطياد رجل إيران القوي وذراعها الإرهابي قاسم سليماني في عملية أمريكية خاطفة قرب مطار بغداد الدولي قبل نحو عامين، راح نظام الملالي يبحث عن بديل للجنرال الهالك الذي نشر مليشيات الخراب والدمار في لبنان واليمن والعراق وسورية، فسارع بترقية إسماعيل قاآني لقيادة فيلق القدس، لكن الجنرال البائس لا يتمتع بنفس الكاريزما والكفاءة الإرهابية لسليماني، ومن هنا بادرت إيران وبشكل سريع في الإعلان عن ترقية جديدة لنائب قائد فيلق القدس الجديد العميد محمد حجازي، الذي يكشف الدبلوماسي الأمريكي دينيس روس أن نظام الملالي كان يعده لخلافة سليماني لما يمتلكه من قدرات إرهابية وإجرامية. واعتبر روس في مقالة نشرها معهد واشنطن أن رسالة وراء ترقية حجازي مفادها أنه قد يكون سليماني ميتًا، لكن فيلق القدس يتخذ تدابير فعالة لضمان مواصلة إستراتيجيته الإقليمية. ولفت روس إلى أن إسماعيل قاآني لم يكن مؤهلا لأن يكون خليفة لسليماني فهو بيروقراطي أكثر منه قائدًا يتمتع بشخصية كاريزمية، ولذلك فإن تعيين قائد فيلق القدس في لبنان حجازي والمعروف أيضًا باسم قسم 2000 كان له أهمية كبيرة، إذ إن له سيرة طويلة في فيلق القدس وانضم إليه عند تأسيسه عام 1979. عمل حجازي جنبًا إلى جنب مع سليماني وقاآني - الذين تم إرسالهم لمحاربة الجماعات الكردية الإيرانية في الشمال، وترقى حتى أصبح نائبًا ثم قائدا لمليشيا الباسيج لنحو سنوات، تورط خلالها في قائمة طويلة من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان عقب انتخابات 2009. وفي 2007، عين حجازي رئيسًا لأركان الحرس الثوري بعدها صنفته وزارة الخزانة الأمريكية إرهابيًا إلى جانب سليماني ومسؤولين آخرين في الحرس الإيراني لدوره في نشر أسلحة الدمار الشامل الإيرانية، كما جلده الاتحاد الأوروبي بالعقوبات. وبعد ذلك تولى قيادة فيلق القدس عام 2000، وأشرف على جميع عملياته في بلاد الشام من دعم لحزب الله وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، ونظام الأسد.