كشف رصد استقصائي أجرته «عكاظ»، أن المحاكم والنيابة العامة سجلت في جدة خلال 12 شهراً 4 دعاوى تخبيب سيدات لزوجات تمثلت في محاولة إفساد حياة متزوجين من قبل صديقات أو قريبات للزوجة. يأتي ذلك عقب أن سجلت جدة حالة تخبيب أدينت فيها مواطنة بتخبيب الحياة الزوجية لصديقتها، وواجهت حكماً بإلزامها بدفع مبلغ 50 ألف ريال للزوج المتضرر طبقاً للحكم، إذ أدانت المحكمة الجزائية مواطنة بتخبيب صديقتها وحثها على عدم طاعة زوجها وتجاهل طلباته المنزلية وتجنب خدمته. وقررت المحكمة إلزامها بأن تدفع 50 ألف ريال غرامة مالية تسلم للزوج. نصائح دمرت «الزوجية» وتعود التفاصيل عندما أقام زوج دعوى قضائية على صديقة زوجته، اتهمها بتدمير منزل الزوجية من خلال تحريضها لزوجته على عدم خدمته وعدم طاعته وظلت تكرر عليها بأن زوجها لا يقوم بواجباته ولا يميزها وعليها أن تطالبه بحقوقها. وختم الزوج مطالبته أمام المحكمة بالمطالبة بتعويضه عن الضرر الذي لحق به وبحياته الزوجية التي تضررت من صديقة السوء. وردت المتهمة أمام المحكمة أنها قدمت النصيحة فقط للزوجة كونها صديقتها وأرادت مصلحتها. وقالت: «إن زوجة الزوج المدعي صديقتي بالدراسة، كانت قد استشارتني فنصحتها، وكنت أتوقع ألا ترغب في زوجها كحالي أنا، حيث إني كرهت الأزواج والعيش معهم، وأنا أعيش دون زوج، لذلك نصحتها بما ذكرت من عدم التجاوب مع زوجها في كل ما يطلب منها، وإن كان حقاً واجباً أو مباحاً، كخدمته داخل المنزل، وإشعاره بعدم الرغبة للتحدث معه، وألا تطلب الإذن منه أثناء خروجها، ولا تجيبه عندما يتصل بها، وأن تشعره بأنها مستاءة للعيش معه، كي يطلقها، ولا يترتب على ذلك خسارة مادية تلحق بها، فما أردت في ذلك إلا مصلحتها».تحريض وضرر نفسي وأوضحت الزوجة أمام المحكمة أن صديقتها كانت تشير إليها بنصائح، منها ألا تتجاوب مع زوجها في كل ما يطلب، وإن كان حقاً واجباً أو مباحاً، كخدمته داخل المنزل، وإشعاره بعدم الرغبة في التحدث معه، وكانت تشير إليها ألا تطلب الإذن منه أثناء خروجها، ولا تجيبه عندما يتصل بها، وأن تشعره بأنها مستاءة في حياتها معه؛ ما تسبب في نفور زوجها منها وبعد مرور عدة أسابيع ظهرت نتائج التحريض بطلبها عدم البقاء معه وأن تستقل بمفردها وأن كل الرجال لا يستحقون. من جهته، قال الزوج: «هذا التحريض سبب لي ضرراً نفسياً، وتمزقت أسرتي؛ لما لحقني جراء ذلك من بعد عن زوجتي وعدم رغبتي فيها لذلك أطلب الحكم بتعويضي، ومعاقبة المدعى عليها عقوبة تردعها». وبعد المداولات خلصت المحكمة بناء على الدعوى والإجابة، ولما تضمنته الإجابة من إقرار، لما فعلته المدعى عليها تجاه الزوجة، مما يدل على أن هذا نوع من التخبيب المنهي عنه شرعاً، ومنه السعي إلى تحريض الزوجة على زوجها، سعياً إلى إفساد العلاقة بينهما. وبناء على ما تقدم حكمت المحكمة بغرامة مالية 50 ألف ريال على المدعى عليها، جراء فعلها الشنيع، تدفع للزوج وأن يؤخذ عليها تعهد، بألا تنصح أي امرأة كانت في علاقتها مع زوجها، مهما كان الدافع للنصح، وأن تلتزم بذلك كي لا تعرض نفسها لأشد عقوبة. وقد قنع المدعي والمدعى عليها، وبذلك اكتسب الحكم القطعية.عقاب بالسجن أو الغرامةأوضحت المحامية سمية الهندي أن التخبيب يعني إفساد الزوجة على زوجها أو العكس، ويُعَدّ من المحرمات ومن كبائر الذنوب. ووصفت التخبيب بأنه جريمة يقع فيه الرجل والمرأة سواء وهدفه إفساد الأسر. وقالت: «المرأة عندما تقدم نصائح مغلوطة فيها تحريض على الزوج تكون مخببة وتستحق عقوبة تعزيرية، ومن المؤسف أن بعض أفراد الأسرة المقربين أحياناً يقعون في التخبيب، ويتسببون في إفساد حياة الزوجين وأشارت إلى تزايد حالات «التخبيب»، آخرها حُكم المحكمة الجزئية في جدة أخيراً على امرأة خبّبت صديقتها ضد زوجها، بدفع غرامة مالية والتعهد بعدم التعرض للغير». وأضافت المحامية أسماء جابر الشهري: «يعتقد البعض أن التخبيب يكون فقط تجاه الرجل، ولكن هناك كثير من الحالات التي تم الاطلاع عليها ومباشرتها عندما يكون التخبيب من قبل المرأة لمرأة أخرى لتحريضها على زوجها للانفصال والابتعاد عنه لأسباب مختلفة، والنيابة العامة والقضاء يتصدى لهذه القضايا بصورة حازمة.الصديقة ومفاجأة العمر وروت الناشطة الاجتماعية عضو جمعية طيبة سابقاً رانيا العقاد، قصة معلمة ظلت تتلقى نصائح مسمومة من صديقتها الأقرب إلى قلبها وتقترح عليها خلع زوجها كونه لم يشتر لها سيارة ولا شقة كما وعدها سابقاً. وظلت تردد عليها أن زوجها مهمل لها ولا يهتم بها؛ لتكتشف الزوجة في جلسة مصارحة مع زوجها أن صديقتها الأقرب كانت تتواصل مع زوجها عبر الواتساب والسناب شات وتحرضه على الطلاق من زوجته وتعرض عليه الزواج منها، وفي حال عدم رغبته الطلاق منها فهي ترحب بأن تكون زوجة ثانية له في السر.