عاد فايروس كوفيد-19 لتعزيز هجمته على الإنسانية بشكل يثير قلقاً جمّاً. فبعد أسابيع من هبوط عدد الإصابات الجديدة إلى 300 و400 ألف يومياً؛ قفز عددها الخميس إلى 650.380 حالة جديدة. وكان أسوأها في البرازيل، وهو 100.158 إصابة جديدة. وجراء ذلك التفاقم الوبائي كان طبيعياً أن يرتفع العدد التراكمي للإصابات في العالم إلى 126.71 مليون إصابة ظهر السبت؛ نجمت عنها 2.78 مليون وفاة. ويعني ذلك أن عدد الإصابات حول العالم سيتجاوز 127 مليوناً اليوم (الأحد)، على رغم ارتفاع عدد جرعات اللقاحات المستخدمة إلى 518.36 مليون جرعة في 140 بلداً. وتعاني من الهجمة الفايروسية المرتدة الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص، إذ ارتفع متوسط الإصابات الجديدة الأسبوعية الأربعاء إلى 57.695 حالة، بزيادة نسبتها 9.5% عن الأسبوع السابق، بحسب أرقام مرصد جامعة جونز هوبكنز أمس. وقال أستاذ الإحصاءات الصحية بجامعة واشنطن البروفسور علي مقداد الليل قبل الماضي: لم نخرج من دائرة الخطر. هناك تباطؤ. ولكن في أماكن عدة تسير الإصابات في الاتجاه الخاطئ. وذلك على رغم أن الولاياتالمتحدة قامت بتطعيم شخص من كل 4 من سكانها، بواقع 2.5 مليون جرعة يومياً الأسبوع الماضي؛ فإن ذلك ليس كافياً لبلوغ ما يسمى «مناعة القطيع». وأجمع خبراء الصحة الأمريكيون على أن بلادهم ستواجه موجة تفشٍّ ثالثة قبل أن يتوسع نطاق التطعيم ليكبح ذلك التفشي. ويرجح أن يرتفع عدد الإصابات في أمريكا اليوم الأحد إلى 31 مليوناً. وفي البرازيل -الثانية عالمياً ب12.41 مليون إصابة، و307.326 وفاة- وصف الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا تجاوز عدد وفيات البلاد 300 ألف شخص بأنه «أكبر إبادة جماعية في تاريخ البرازيل». وقال دا سيلفا لمجلة «دير شبيغل» الألمانية إن عدد الوفيات في يوم واحد، هو الثلاثاء الماضي، بلغ 3158. وتحولت مأساة الوباء في البرازيل إلى معركة سياسية طاحنة بين دا سيلفا والرئيس الحالي جاير بولسنارو، الذي دأب على التقليل من شأن الوباء، والحض على عدم ارتداء الكمامات، وعدم اتباع إجراءات الإغلاق. وأعلنت الأرجنتين أمس (السبت) منع رحلات الطيران من وإلى البرازيل، وتشيلي، والمكسيك، في مسعى لمنع ورود السلالات الفايروسية المتحورة التي تروّع تلك البلدان. وأشارت بلومبيرغ أمس إلى أن ما يزيد مشكلة البرازيل استفحالاً أن عدد وفيات الشبان بالوباء متزايد هناك. وزادت أن الشهر الجاري شهد وفاة 2030 شخصاً تراوح أعمارهم بين 30 و39 عاماً، و4150 شخصاً في العقد الرابع من العمُر، و505 وفيات من الشبان بين سن 20 و29 عاماً. وفي ألمانيا؛ قال كبير خبراء مكافحة الأوبئة لوثر فيلار إن الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19 التي تدهم بلاده ستكون أسوأ من سابقتيها. وتوقع أن يرتفع عدد الإصابات الجديدة إلى 100 ألف حالة يومياً. وأعلن وزير الصحة الألماني جينس سبان أمس أن النظام الصحي الألماني قد يستنفد طاقاته القصوى خلال إبريل، خصوصاً وحدات العناية المكثفة في المستشفيات. وقال فيلار، في مؤتمر صحفي (الجمعة) في برلين الأسابيع القادمة ستكون مضنية جداً. وبلغ عدد وفيات ألمانيا بالوباء 75.623 وفاة. تلقت منظمة الصحة العالمية تقريراً يفيد بأن معهد كريسب العلمي، الذي يقوم بتحليل التسلسل الجينومي للفايروس في 10 دول أفريقية، أفاد بأن الإصابات التي تم اكتشافها لدى قادمين من تنزانيا جواً إلى أنغولا تعرضت ل10 تحورات أكثر من أية سلالة متحورة أخرى. وكان «كريسب» اكتشف تحورات السلالة الجنوب أفريقية التي تروّع جنوب القارة الأفريقية منذ أشهر عدة. ويدرس المعهد حالياً مدى تأثير السلالة التنزانية على الأجسام المضادة، ومدى قدرتها على التفشي السريع. وأعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمس الأول منع التنقل من وإلى العاصمة نيروبي، وحظر السفر من وإلى 4 دول أفريقية. وقال كينياتا إن كينيا في غمار موجة وبائية ثالثة. كما أمر الرئيس الكيني بإلغاء الاجتماعات الحضورية لمجلس الوزراء، مستثنياً اجتماعات مجلس الأمن الوطني. وتوقع أن تصل الموجة الثالثة إلى ذروتها خلال 30 يوماً، ليصل عدد الإصابات الجديدة إلى 3 آلاف يومياً. وفي جنوب أفريقيا، يرجح أن تتخذ الحكومة قرارات بتشديد التدابير الصحية قبيل عطلة أعياد الفصح، في مسعى لكبح تسارع التفشي الفايروسي، فيما تشهد البلاد موجة ثالثة من الهجمة الوبائية. ال 5 الكبار «مليون إصابة» الولاياتالمتحدة 30.85 البرازيل 21.41 الهند 11.91 روسيا 4.50 فرنسا 4.47 «التنزانية» الأكثر تحوراً.. ترعب أفريقيا