اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن إستراتيجية الرئيس جو بايدن تجاه إيران ستختبر ما إذا كان استرضاء الأصدقاء ينتج نتائج أفضل من وقوف الولاياتالمتحدة بقوة بمفردها. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس (الأحد): إن الرئيس السابق ترمب أثار غضب إيران وحلفاء أمريكا الأوروبيين من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي والشروع في حملة عقوبات الضغط الأقصى، لكن بايدن قال إن واشنطن ستعود إلى الاتفاق وترفع العقوبات إذا عادت طهران إلى الامتثال لبنود الاتفاق، بينما طالبت طهران بالعكس (أي رفع العقوبات قبل احترام التزاماتها). ولم يستسلم البيت الأبيض لإرادة إيران، لكنه اتخذ هذا الأسبوع نهجاً غير مشجع، إذ قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بإحياء الاتفاق النووي بعد اجتماع مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني. وبحسب الصحيفة، لن يكون مفاجئاً إذا وافقت إيران الآن على المحادثات، لكن هذا الأسبوع كان سيئاً بشكل خاص بالنسبة للولايات المتحدة لاتخاذ قرار ما. فبعد أن ضربت الصواريخ قاعدة أمريكية في أربيل ما أسفر عن مقتل مقاول وإصابة تسعة آخرين، تعهدت وزارة الخارجية بأن الولاياتالمتحدة ستحاسب المسؤولين. واعتبرت أنه من شبه المؤكد أن المليشيا المدعومة من إيران هي المسؤولة عن الهجوم، ومع ذلك، ردت الولاياتالمتحدة بتنازل كبير بشأن عقوبات إيران، ما من شأنه أن يساعد في تمكين هذه المليشيا، كما ستعتقد طهران أن بايدن حريص للغاية على المحادثات لدرجة أنه سيتجاهل الهجمات على الأمريكيين. وحذرت الصحيفة من أن مشكلة فن التنازلات هي أنه يؤدي إلى المزيد من التنازلات، من الولاياتالمتحدة وليس من إيران.