النظام الايراني يضبط ساعته بتوقيت واشنطن ويترقب تاريخ 20 يناير، وخامنئي يعطي في تصريحات غير مسبوقة قبيل بدء نشاط جو بايدن، الضوء الأخضر لروحاني من أجل التفاوض مع واشنطن. وتعترف مصادر ديمقراطية أن الملف الإيراني؛ بشقيه النووي والإرهابي، سيكون واحدا من أكبر تحديات السياسة الخارجية التي تواجه جو بايدن عندما يدخل البيت الأبيض، خصوصا أن فريقه الانتقالي قال في تصريحات سابقة إن من المحتمل أن تكون هناك تغييرات في السياسة، بما في ذلك خطوة للانضمام إلى الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران. في المقابل، فإن نظام طهران الذي قال رئيسه نفاقا «لسنا مبتهجين لانتخاب جو بايدن لكننا مسرورون لرحيل ترمب» على حد قوله، مستمر في التحايل على العقوبات الأمريكية، مصدرا المزيد من النفط إلى الصين وسورية بحسب ما نشرته قناة العربية، مما وفّر شريان حياة لاقتصادها المتعثر، وفقاً لتقرير نشرته «وول ستريت جورنال». وكان بايدن قد أوضح أنه سوف يعطي الأولوية لعودة الولاياتالمتحدة إلى الاتفاق النووي والنظر في رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، لكنه قال -في الوقت نفسه- إن الأمر يتعلق في المقام الأول بالتزام إيران بشروط الاتفاق أولا. ورفضت إيران إعادة التفاوض حول الاتفاق، كما خرقت ما ينص عليه الاتفاق النووي من الالتزام بألا يتجاوز تخصيب اليورانيوم مستوى 3.67% في يوليو 2019. وارتفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 4.5% ولا يزال عند هذا المستوى منذ ذلك الحين. ويمكن استخدام اليورانيوم الذي يُخصب إلى مستويات أعلى في صناعة قنبلة نووية. رغم ذلك، بمجرد الوصول إلى تخصيب بمستوى 20%، يكون من الأسهل من الناحية التكنولوجية الوصول إلى المستوى المطلوب من النقاء. كما أعلنت طهران أنها لن تستمر في الانصياع لأي من القيود التي يفرضها الاتفاق النووي. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي إن إيران لديها أكثر من 12 ضعف كمية اليورانيوم المخصب التي يسمح بها بموجب الاتفاق النووي. ومع بدء العد التنازلي لبايدن وفريقه لتولي شؤون الحكم، يتزايد الحديث في المنطقة العربية عن التغييرات التي قد تطرأ على السياسة الأمريكية تجاه المنطقة وقضاياها، وتحديدا الملف الايراني، كون المنطقة واحدة من أكثر مناطق النفوذ الأمريكي، بملفاتها الساخنة، وأزماتها التي قد تدخل في حالة استقطاب إقليمي حاد.