لم تكن المملكة تفكر في الاعتداء على أي دولة ولم تسمح في الوقت نفسه بالسماح بالاعتداء على شبر من أراضيها، ولكن عندما انقلبت مليشيات الحوثي على الشرعية اليمنية وبدأت المليشيات الانقلابية في إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية تعاملت المملكة بما تقتضيه مصلحة الحفاظ على أمن وسلامة وسيادة الأراضي السعودية.. وواجهت المملكة التي ترأس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن استخدام مليشيا الحوثي الانقلابية الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية الصنع باستراتيجية تمثلت في القيام بمئات الهجمات الجوية لتدمير منصات صواريخ الحوثيين على الأرض، وفرض قيود جوية وبحرية لوقف تدفق الأسلحة من إيران إلى اليمن، وإقامة نقاط تفتيش عديدة لاعتراض الشحنات البرية التي تحمل الأسلحة المهربة فضلا عن اعتماد التحالف على الدفاعات الجوية والصاروخية النشطة السعودية، وبصورة أساسية نظام باتريوت، للدفاع واعتراض ما يطلقه الحوثيون من صواريخ ومسيرات ايرانية ولعبت الدفاعات الصاروخية السعودية دورا هاما في التصدي للصواريخ والمسيرات للحد من تأثير إطلاق صواريخ الحوثي. ورغم كل شيء، كان التأثير العسكري للهجمات بالصواريخ الباليستية محدودا جدا، ويرجع ذلك لنجاح دفاعات التحالف الصاروخية للتصدي للصواريخ بامتياز.. وتنطلق الهجمات من 4 محافظات تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي وهي: صنعاء، والحديدة، وعمران، وصعدة. وتعد مدينة «الحديدة» المشمولة بتهدئة أممية، أكبر نقطة لانطلاق الهجمات العدائية بالطائرات والزوارق المفخخة، فيما تبرز صنعاء وعمران، كنقطتين نشطتين للصواريخ الإيرانية. ووفقا للتحالف فقد طال هجومان اثنان منشأة نفطية شمال جدة وميناء جازان النفطي باستخدام زورقين مفخخين. كما أطلق الحوثيون 4 زوارق مفخخة و12 طائرة دون طيار، فيما نجح التحالف العربي في تدمير منظومة صواريخ واعترض مع البحرية الأمريكية شحنتي أسلحة ومخدرات على بحر العرب في نوفمبر وديسمبر الماضي. وتشير الاعتراضات البحرية المحدودة المتاخمة لليمن والقريبة منها في 2020، إلى مدى استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية التي تساعد على تغذية الصراع. واعترضت قوات التحالف العربي والقوات البحرية متعددة الجنسيات حتى منتصف العام الجاري، أكثر من 16 شحنة تهريب للأسلحة الإيرانية، كان أهمها 4 شحنات قبالة سواحل شرقي اليمن. إن إنهاء تهديدات الصواريخ والطائرات الإيرانية من قبل التحالف العربي كان ضرورة استراتيجية لوقف العنجهية الايرانية التي تهدف لمهاجمة منشآت وناقلات نفطية لضرب اقتصاد العالم. ومنذ يناير الماضي، أطلق الحوثيون مرارا وتكرارا صواريخ بعيدة وقصيرة المدى وطائرات دون طيار متفجرة في أعيان مدنية بالأراضي السعودية واليمنية. ونجحت دفاعات التحالف العربي من خلال عمليات الاعتراض، بجمع أدلة دامغة على تدفق الصواريخ الإيرانية إلى الحوثيين، من خلال حطام للمقذوفات تحمل ملصقات تصنيع إيرانية، وضبط شحنات أسلحة مهربة قادمة من إيران، ومواد تدريب ومعدات متعلقة بالصواريخ عثر عليها في جبهات القتال مع المليشيات ومن أبرز هذه الصواريخ: «بركان»، و«كروز أو قدس1»، و«مندب1 المضاد للسفن»، و«صماد 2» وكلها إيرانية التصميم والصنع. أما أنواع المسيرات الحوثية، فهي «قاصف1 و2» وهي نسخة أبابيل الإيرانية، و«راصد» و«رقيب» و«هدهد» للتجسس، وصماد 1و2 المفخخة ويطلق عليها اسم «UAV-X» حسب تقارير الأممالمتحدة. وارتفع عدد الصواريخ التي اطلقها الحوثي إلى 300 صاروخ باتجاه السعودية وهذا ما اوضحه وزير الدولة عادل الجبير في تصريحات العام ولا تشمل هذه الاعداد حصيلة العام الجديد، وهو يعتبر بمثابة أعظم إرهاب عابر للحدود بإطلاق الصواريخ البالستية في أي صراع بالتاريخ. وبلغت أعداد الطائرات دون طيار، حتى مطلع سبتمبر 2020، أكثر من 400 طائرة مسيرة تم إطلاقها باتجاه السعودية، وشهد الشهر ذاته 13 هجوما إرهابيا بواسطة الدرونز الإيراني المفخخ. مواقف المملكة ثابتة والدفاعات الجوية بالمرصاد ضد كل من يحاول المساس بأمنها.