تقدم بلادنا الغالية نموذجاً رائعاً للعطاء والبذل في كل مجال يخدم الإسلام والمسلمين، ولا تتوانى عن الوصول إلى من يحتاج يد العون في دياره، أما من يقصدها فهو قد ورد أرض الكرم العربي الأصيل، الذي يتجلى في أبهى صوره عندما يكون القادم هو ضيف الرحمن الذي يحبه أهل هذه الأرض المباركة، وتسعى قيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين، إلى تيسير رحلته، بل إن وزارة الحج والعمرة تركز في مساعيها إلى أن تكون تلك الرحلة سهلة وميسرة في جو من السكينة والطمأنينة، لتبقى مميزة ورائعة في ذاكرة الحاج والمعتمر والزائر وتحقق له الرضا. وفي سبيل التطبيق العملي لتيسير الرحلة الإيمانية المباركة التي تشهد تطوراً واضحاً على مدار الأعوام الماضية، ووفقاً للتوجيهات الرشيدة تم إطلاق حزمة من المبادرات ضمن «رؤية 2030»، منها «برنامج خدمة ضيوف الرحمن» الذي يسعى لإحداث نقلة نوعية في تجربة الحج والعمرة والزيارة وإتاحتها لأكبر عدد ممكن من المسلمين من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرَّحمن والارتقاء بها، وإثراء الرحلة الدينية، والتجربة الثقافية وعكس الصورة المشرقة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين. ويعمل البرنامج مع شركاء النجاح للتطوير وتحسين اقتصاديات المنظومة وتوفير الفرص والممكنات للقطاع الخاص، ويتبع البرنامج مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وقد تم الإعلان عنه وإطلاقه من قبل خادم الحرمين الشريفين (قصر الصفا بمكة المكرمة، الأربعاء 24 رمضان 1440 «29 مايو 2019»)، وبتوفيق الله عز وجل ثم بدعم ولاة الأمر وفي وجود رجال أوفياء مخلصين نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن، فلا بد أن الوعد هو المزيد من التجويد والتطوير والتحسين لتكتمل رحلة الحاج والمعتمر والزائر في سلاسة تامة، ويكون «اليسر» الصفة الملازمة منذ لحظة تفكيره في القدوم إلى أرض الحرمين الشريفين حتى عودته إلى دياره سالماً غانماً بإذن الله تعالى، والفرصة متاحة أمام أعداد أكبر من المسلمين في كل أنحاء العالم، وسوف يجدون في خدمتهم منظومة شاملة ومتكاملة من الخدمات بأعلى المعايير، ومن ورائهم شعب كريم يرحب بضيف الرحمن ويحتفي به. [email protected]