«الوقاية خير من العلاج».. العبارة الشهيرة التي طالما رددناها طويلاً وكثيراً وأصبحت تلازمنا في كل زمان ومكان، إلى أن وجدنا أنفسنا أمام مغريات وتحديات وصعوبات في عدم تطبيق هذه المقولة، وأصبحت شعاراً دون تنفيذ حتى إشعارٍ آخر، لنجد أنفسنا مجبرين على التوعية الصحية في كل المجالات الطبية، ومطالبين بتفعيلها وتنفيذها وتطبيقها وشرحها للمجتمع وأفراده. واليوم حديثنا عن صناعة التوعية الصحية في مجال الإدمان وتعاطي المخدرات التي باتت منتشرة وتشكل خطورة كبيرة على أبنائنا وشبابنا، فالتوعية الصحية هي الخط الأول للوقاية والحماية بنشر البرامج الهادفة للأسر والأفراد في كل المجتمعات، وتوضيح الخطر الذي يشكله هذا الوباء حال تفشيه داخل الأسرة أو الحي السكني أو المجتمع. تحتاج الأسرة أن تعيد حساباتها في الجلوس مع أبنائها وبناتها وفتح المجال للحوار والنقاش، والاستماع لكل الأفكار التي تدور في أذهانهم، والعمل على دعمها أو تصحيحها إذا كانت لا تناسب التركيبة الاجتماعية للأسرة. أحد الأسباب الرئيسية في انحراف الأبناء هو تجاهل تلبية احتياجاتهم، حتى وإن اختلفنا معهم في بعضها، فالأمر يجب ألا يترك دون قرار، إما بالنقاش والإقناع، أو الرفض مع التبرير، وتوضيح الأسباب. الأسرة تبذل جهداً كبيراً في التربية والتعليم والتنشئة، وتساهم في تنمية أبنائها وفق ما تراه مناسباً لها، إلا أنها وفي بعض اللحظات قد تتخذ قرارات قاسية دون تقدير للمرحلة العمرية للابن، مما يساهم في رد فعل سريع له يدفعه لارتكاب السلوك الذي سيدفع ثمنه كبيراً مع أسرته في سنواتٍ قادمة. التربية سلوك وحوار ونقاش وتنازلات في بعض المواقف لكسب مواقف أخرى.. وهي توفيق من الله عز وجل، ومتابعة وتقدير من الأسرة، من أجل مستقبلٍ واعد لأبنائنا. نحتاج في ظل التقنية والتكنولوجيا والتطبيقات إلى تفعيل التوعية الإلكترونية عبر هذه التطبيقات والباركود ومنصات وشبكات التواصل الاجتماعي، وبث الأساليب التوعوية والتثقيفية والتأهيلية المناسبة للفئة العمرية، بالتدريب على القيادة، وبث روح الأخوة بين أفراد الأسرة، والترحيب بالاختلاف في الطرح والآراء، والوصول إلى منطقة التلاقي المنصفة والمحايدة للجميع، من أجل أسرة ناجحة. صناعة التوعية الإلكترونية والمجتمعية هي مجموعة الجهود المتضافرة والمتعاونة مع بعضها في تكوين سلسلة من البرامج المشتركة التي تشتمل على الجوانب الدينية والتربوية والسلوكية والطبية والاجتماعية والنفسية والتأهيلية.. التي تقدم للجميع في قالب علمي للحصول على أفضل النتائج لرفع مستوى الوعي والإدراك لدى المستفيدين، وبدورهم يساهمون في نقلها لمن حولهم من الأسر والأقارب، لتحقيق الأثر التربوي المناسب. دائرة الاهتمامات الأسرية ال3 أصبحت أدوارها كبيرة.. فكن في الدائرة الأولى وستجني أجمل النتائج.. وبكم نفخر.. وبأبنائكم نعتز.. وفي قلوبكم نلتقي. hsasmg1@