فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية التركية العشرات منهم وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطلاب المحتجين الرافضين للتعيين الحزبي في أعلى هرم أعرق جامعة في إسطنبول ب«الإرهابيين»، متعهداً بشن مزيد من الحملات على المظاهرات المعارضة لقرار الحكومة بعد أن لاحق عددا منهم إلى منازلهم. وقال أردوغان اليوم (الأربعاء) في خطاب مصور لآلاف من أعضاء الحزب الحاكم الذين يتولون المجالس المحلية في تركيا: «لا أقبل أن يتشارك هؤلاء الشباب، وهم أعضاء في جماعات إرهابية، قيمنا وأخلاقنا الوطنية في بلادنا»، متسائلاً: «هل أنتم طلاب أم أنكم إرهابيون تحاولون اقتحام مكتب العميد واحتلاله؟». وأكد أردوغان أن حكومته لن تسمح باحتجاجات مناهضة لها، مثل تلك التي اجتاحت تركيا في 2013، بسبب خطط حكومية لتشييد أبنية في متنزه جيزي، المتاخم لميدان تقسيم الرئيسي في إسطنبول، مضيفاً: «هذه البلاد لن تكون بلادا يهيمن عليها الإرهابيون، ولن نسمح بذلك مطلقاً، هذه البلاد لن تعيش مجدداً حوادث مثل جيزي في تقسيم». وألقت الشرطة القبض على أكثر من 250 متظاهراً بعد اشتباكات معهم في إسطنبول يومي الاثنين والثلاثاء، كما اعتُقل نحو 70 شخصاً في العاصمة أنقرة أمس خلال مظاهرة نظمت دعماً لطلاب جامعة البوسفور. وقضى الطلاب وأعضاء التدريس في جامعة البوسفور «بوغازجي» أسابيع يحتجون على قرار أصدره أردوغان في الأول من يناير بتعيين مليح بولو على رأس المؤسسة التعليمية، وهو أكاديمي ترشح للبرلمان في السابق عن «حزب العدالة والتنمية» الحاكم. ودعا المحتجون بولو للاستقالة من عمادة الجامعة والسماح بانتخاب لرئيسها، معتبرين التعيين تقييدا للحريات الأكاديمية. بدوره، قال بولو للصحفيين اليوم إنه لا يعتزم الاستقالة من منصبه كعميد للجامعة التي لطالما وصفت بأنها «هارفارد تركيا»، لافتاً إلى أن هدفه هو أن يجعل جامعة البوسفور من أهم 100 جامعة في العالم.