بيروت - ا ف ب - صرح الوزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل, القيادي في التيار الوطني الحر (من مكونات الاقلية النيابية), اليوم الخميس ان السبب الحقيقي لاعتذار سعد الحريري عن تأليف حكومة هو "عدم تمكنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية", مجددا رفضه "اقصاء او تهميش فريق من اللبنانيين". وقال باسيل إن "الاسباب التي اوردها الحريري تخفي حقائق اخرى, وان السبب الحقيقي هو عدم تمكنه او عدم قدرته على تشكيل حكومة وحدة وطنية". وردا على سؤال عن اتهام الحريري للاقلية بانها تواجه تشكيل الحكومة ب"شروط تعجيزية", قال باسيل "هو يفرض علينا شروطا اخضاعية, بينما نحن لا نؤمن الا بالشراكة والوحدة الوطنية". واضاف "اذا كان هذا هو عنوان المرحلة المقبلة, فقد كسرنا هذا العنوان من اوله, حتى لا ننتقل من الغاء الى الغاء ومن قضم الى قضم". وتابع ان التشكيلة التي عرضها الحريري "لا تعطي مضامين للوحدة الوطنية", متابعا ان "على الجميع التعلم انه لا يمكن اقصاء او تهميش او الغاء فريق اساسي من اللبنانيين". وقال وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال الحالية ان "لبنان بلد شراكة وتفاهم, ونظامه نظام جمهوري برلماني ولا يمكن حكمه الا بالتوافق والشراكة". واعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم الخميس اعتذاره عن تشكيل حكومة بعد اكثر من سبعين يوما على تكليفه. وقال الحريري للصحافيين اثر اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين شرق بيروت, "لما كان التزامي تشكيل حكومة وحدة وطنية اصطدم بصعوبات باتت معروفة, اعلن لجميع اللبنانيين انني تقدمت من فخامة الرئيس باعتذاري عن تشكيل الحكومة". واتهم الحريري الاقلية النيابية بعرقلة ولادة الحكومة, وقال انه خلص بعد المشاورات التي اجراها, الى ان "لا نية لدى البعض للتقدم خطوة واحدة الى الامام, والخروج من حال المراوحة في الشروط التعجيزية". وكان الحريري قدم الاثنين الى سليمان صيغة لتشكيلة حكومية من ثلاثين وزيرا تضم كل الاطراف. الا ان الاقلية, وابرز مكوناتها حزب الله الشيعي والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون, رفضتها. وتتهم الاقلية الفريق السياسي الذي ينتمي اليه الحريري والذي يمسك برئاسة الحكومة منذ العام 2005 بالتفرد في الحكم, بينما تقول الاكثرية ان الفريق الآخر يعطل الحكم والمؤسسات, تارة بالتصلب السياسي وطورا بتوتير الامن.