وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، ينصب الديمقراطي المنتخب ب306 أصوات في المجمع الانتخابي جو بايدن غدا (الأربعاء) رئيسا للولايات المتحدة، فيما أصر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب على الخروج من الباب الضيق جدا، وفق عديد من المراقبين، إذ إنه لن يكون حاضرا لاحتفال التنصيب، بعد أن رفض الإقرار بهزيمته والاعتراف بانتصار بايدن، ومن ثم فلن يحظى بحفل وداع عسكري أثناء مغادرته في العشرين من يناير الجاري، بحسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وكان رونالد ريغان أول رئيس أمريكي حضر حفل وداع قدمته له القوات المسلحة قبل مغادرته البيت الأبيض عام 1989، ثم بعد ذلك بات تقليداً يحضره جميع الرؤساء السابقين قبل تركهم منصبهم. وينتظر أن يغادر ترمب وزوجته ميلانيا صباح غد (الأربعاء) واشنطن من دون وداع، أو احتفاء. وأفادت شبكة «سي إن إن» بأنه ليس واضحا ما إذا كان صهره وكبير مستشاريه غاريد كوشنر وزوجته إيفانكا ترمب سيسافران مع الرئيس في رحلته الأخيرة على متن طائرة الرئاسة، أو السفر إلى فلوريدا بشكل منفصل. وفيما لا يوجد مانع دستوري أمام محاكمة ترمب بعد انتهاء ولايته، خصوصا أن إجراءات عزله اصطدمت بإجازة مجلس الشيوخ وهيمنة الجمهوريين عليه، يعتقد خبراء قانون أمريكيون أن ترمب وضع نفسه أمام محاكمة جنائية عقب مغادرته الحكم. ومن التهم التي يواجهها الضغط على مسؤول حكومي لإيجاد أصوات كافية في ولاية جورجيا، تحريض أنصاره على اقتحام الكابيتول لمنع فرز الأصوات واعتمادها من الكونغرس في السادس من يناير، محاولة البقاء في السلطة من خلال التمرد والترهيب. كما يواجه ترمب أيضا تهما قديمة منها ارتكاب جرائم مالية، انتهاك قانون تمويل الانتخابات، الفساد، وعرقلة سير العدالة. ويؤكد الخبراء أن القانون الأمريكي يسمح باستكمال محاكمته في مجلس الشيوخ حتى بعد انتهاء فترة رئاسته رغم وجود جدل دستوري حول ذلك. وفي حال إدانته، فإن ترمب سيمنع من الترشح لأي منصب جديد، كما يحرم من الامتيازات التي تمنح للرؤساء السابقين، وإذا حدث كل ذلك فسيكون ترمب متفردا باعتباره الرئيس الأول في التاريخ الأمريكي الذي يخضع لهذا الإجراء. ويبدو أن هذا ما سيحدث، إذ اتهم زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، اليوم (الثلاثاء)، ترمب بأنه «حرض» الحشود التي اقتحمت الكونغرس و«شحنها بالأكاذيب».