تجددت المواجهات وعمليات الكر والفر بين عناصر الأمن التونسي ومحتجين في بئر الشباك في سوسةجنوب العاصمة، واشتبك متظاهرون مع قوات الأمن في مدينة القصرين الواقعة وسط غربي تونس مساء أمس (الاثنين). وقال شهود في المدينة إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، بينما كان شبان يحرقون الإطارات ويقذفون بالحجارة بعد ساعات من تجمع محتجين في العاصمة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. وأفادت وسائل إعلام محلية بتجدد المناوشات بين قوات الأمن ومجموعات من الشباب بمدينة باجة الواقعة في إقليم الشمال الغربي. وجرت عمليات كر وفر بين عدد كبير من الشبان وعناصر قوات الأمن بجهة الكرم وحي التضامن في العاصمة. وفي قرطاج، فتحت وحدات منطقة الأمن الوطني عدداً من الطرق في الضاحية الشمالية للعاصمة بعد أن أغلقها شبان بإشعال الإطارات المطاطية والحاويات البلاستيكية. وكانت الشرطة التونسية أعلنت (الاثنين) أنها اعتقلت نحو 1000 شخص بعد احتجاجات استمرت عدة أيام فيما حذرت جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان من الاستخدام المفرط للقوة. وكشفت وسائل الإعلام صدور حكم ابتدائي على 8 أشخاص بالسجن لمدة عامين بتهمة المشاركة في أعمال الشغب التي شهدتها مناطق في مدينة بنزرت شمال العاصمة. وتأتي الاحتجاجات والمصادمات في أعقاب الذكرى العاشرة للثورة في البلاد وسط مصاعب اقتصادية واجتماعية، وتزايد الغضب من البطالة المزمنة وتردي الخدمات العامة. من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن إلى ضبط النفس، محذرة من الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين. وفي شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة تونس حيث اندلعت أكبر الاحتجاجات في 2011، طالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الأيام الماضية. وفي بلدية المنيهلة خاطب الرئيس قيس سعيّد عشرات تجمعوا أمام منزله قائلاً: «أؤكد مجدداً على حق الشعب التونسي في الشغل والحرية وفي الكرامة الوطنية.. في المقابل هناك من يسعى بكل الطرق إلى توظيفهم والمتاجرة بفقرهم وبؤسهم وهو لا يتحرك إلا في الظلام وهدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى».