لم يتحمل نظام أردوغان العقوبات الأوروبية أكثر من شهر حتى أعلن الاستسلام والخضوع. وفي تطور لافت، يشي بأن هذا الإجراء ومن قبله الحزمة الأمريكية أثمرا تحولا في الموقف التركي الذي بدا مهادنا ومغازلا، بل ومتوسلا مغازلتها. وكرر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، أمس (الثلاثاء)، تصريحات الرئيس رجب أردوغان السابقة تجاه أوروبا ومستقبل بلاده. وقال: «نرى مستقبلنا في أوروبا ونرغب في بناء هذا المستقبل معاً». وأضاف: «عازمون على إجراء الإصلاحات وعلى الاتحاد الأوروبي دعمنا». تأتي تلك التصريحات فيما التقى الوزير التركي سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة أمس. وكان أردوغان قد خفف نبرته وعبر عن الرغبة في تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي. وقال مكتبه في بيان أخيرا إنه أبلغ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، خلال لقائها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بأنه يريد أن «يفتح صفحة جديدة» في علاقات تركيا مع الكتلة التي تضم 27 دولة. واعتبر أن من أولويات بلاده الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأعرب عن رغبته في فتح صفحة جديدة في علاقة أنقرة بأوروبا مع بداية العام الجديد. وكانت العلاقات بين الاتحاد وأنقرة شهدت توترا في العديد من الملفات، سواء في ما يتعلق بعمليات التنقيب في شرق المتوسط أو الملف الليبي أو المهاجرين. وأدت تلك الخلافات، لاسيما في ما يتعلق بملف التنقيب عن الغاز في البحر، إلى فرض عقوبات أوروبية عدة على تركيا خلال الأشهر الماضية. وكانت أنقرة أعربت عن أملها في أن يؤدي انتخاب جو بايدن إلى بداية إيجابية للعلاقات مع الولاياتالمتحدة. وقد نقل الأمل من قبل مسؤول كبير بعد الاحتكاك قبل الانتخابات، عندما انتقد الديموقراطيون أردوغان. وقال المتحدث باسمه إبراهيم كالين: «نعتقد أنه يمكننا أن نبدأ بداية جيدة مع إدارة بايدن». وأضاف كالين: «يعرف بايدن رئيسنا شخصياً، وأعتقد أنه وفريقه يقدرون القيمة الجيوسياسية والإستراتيجية لتركيا».