وسط تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة، حذر مسؤولون أمريكيون من معلومات استخبارية تشير إلى أن طهران ربما لا تزال تستعد للرد على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس (الثلاثاء)، عن هؤلاء المسؤولين قولهم: إنهم يخشون أن تكون الضربة أكثر خطورة من الهجمات الصاروخية الدورية التي تشنها المليشيات الموالية لطهران في العراق على القواعد الأمريكية أوالسفارة في بغداد. وكشفوا أن المليشيات في العراق أضافت أسلحة متطورة إلى ترسانتها. وقال مسؤول أمريكي- رفض الكشف عن هويته-: «ما زلنا نعتقد أن التهديد يمكن أن ينتقل بسرعة من التخطيط إلى التنفيذ دون إشعار». وتزامنت المعلومات الأمريكية مع إعلان إيران التخلي عن الاتفاق النووي ببدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في فوردو. من جهته، قال مدير«الموساد» السابق شابتاي شافيت، إن «صبر الإيرانيين سوف يستمر»، فيما اعتبر رئيسان سابقان للموساد ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي، إن طهران فشلت في الانتقام لاغتيال سليماني، ومن المرجح ألا تفعل ذلك قبل تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه. إلا أنهم اتفقوا في تقرير نشررته صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، على أن طهران ستجد في النهاية لحظة للانتقام لمقتله. وأضاف شافيت أن اغتيال سليماني والقيادي في اللحرس الثوري محسن زاده، كانا بمثابة ضربة مزدوجة لنشاط إيران العسكري في الشرق الأوسط ولم تتعافَ منها. ولفت إلى أن إسماعيل قاآني الذي حل محل سليماني ليس في مستوى قريب حتى من نفس القدرات والأهمية والقدرة الإدارية لسليماني. وقال شافيت «يجب أن نأخذ في الاعتبار أنهم سيردون وسينتظرون فرصة لمهاجمة هدف عالي الجودة». بدوره، قال مدير الموساد السابق داني ياتوم،: كان اغتيال سليماني أمراً مثيراً للإعجاب.. وكان ذا قيمة إستراتيجية عالية مع إيران.. سليماني كان أكثر بكثير من مجرد قائد فيلق القدس، كان أكثر أهمية من قائد الحرس الثوري الذي يُفترض أنه قائده. وأضاف أن مقتل سليماني كان ضربة قاسية للمعنويات والعمليات الفعلية.. فيلق القدس لا يزال يلعق جراحه ومنذ أن غاب سليماني هناك شعور بأن فيلق القدس لم يعد إلى ما كان عليه قبل القتل وأشك في إمكانية استعادته. وحذر من أن هناك تقارير تفيد بأن إيران تبحث عن فرصة لمهاجمة هدف إسرائيلي أو هدف أمريكي. ولا أقول إن هذا مستحيل.. لكنهم انتظروا سنة كاملة ولم ينجحوا في الانتقام لواحد من أهم الشخصيات في إيران.