وسط تصريحات نارية تحمل التهديد والوعيد بين واشنطنوطهران، حذر مراقبون سياسيون من تصاعد حدة التوتر بين الجانبين، ولم يستبعد المراقبون أن يوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضربة انتقامية ضد إيران قبيل مغادرته البيت الأبيض في ال20 من يناير الجاري. وفي تطور لافت، أخطر نظام الملالي المفتشين الدوليين بأنه على وشك البدء في إنتاج اليورانيوم بمستوى أعلى بكثير من التخصيب في منشأة «فوردو»، التي تقع في أعماق الجبال ويصعب مهاجمتها، فيما يعتبر علامة حمراء لترمب قد تدفعه لإعادة إحياء خطط قصف المنشآت النووية الإيرانية، بحسب ما أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز». وأضافت الصحيفة في تقرير لها أمس (السبت)، أن هذه الأخبار ترافقت مع تقارير مخابراتية بأن إيران قد تستهدف بعض الأهداف الأمريكية في بداية هذا الأسبوع. وتتزامن هذه الأجواء مع حلول الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة أمريكية جوية قرب مطار بغداد في 3 يناير 2020. وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران ستستأنف إنتاج اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 20%، وهو أعلى مستوى أنتجته قبل الاتفاق النووي، وبحسب التقرير يعُتبر الوقود المخصب إلى هذا المستوى لا يكفي لإنتاج قنبلة لكنه قريب جدّاً. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه الخطوة كانت متوقعة، إذ أقر برلمان الملالي تشريعاً يطالب الحكومة بزيادة كمية الوقود ومستوى التخصيب، لكن اختيار القيام بهذا الإنتاج في «فوردو»، أحدث منشآتها، هو الأغرب. لقد تم بناء المصنع تحت جبل في قاعدة للحرس الثوري، وهي محمية جيداً وسيتطلب ضربها بنجاح هجمات متكررة بأكبر قنابل خارقة للتحصينات في الترسانة الأمريكية. وأفادت بأن طهران ستستغرق شهوراً لإنتاج أي كمية كبيرة من الوقود بمستوى تخصيب بنسبة 20%، لكن بموجب إعلانها قد تكون علامة حمراء أخرى لترمب لإعادة إحياء خيارات قصف المنشآت النووية. وتشير تقارير المخابرات الأمريكية إلى أن إيران ووكلاءها ربما يحضرون لضربة في وقت مبكر من نهاية هذا الأسبوع للانتقام لمقتل قاسم سليماني. وقال مسؤولون في البنتاغون إن واشنطن أرسلت مقاتلات أرضية إضافية وطائرات هجومية، إضافة إلى طائرات للتزود بالوقود إلى المنطقة ودول الخليج الأخرى لتعويض سحب حاملة الطائرات «نيميتز». وكان ترمب هدد إيران مراراً وتكراراً، وناقش في نوفمبر مع كبار مسؤولي الأمن القومي توجيه ضربة استباقية ضد موقع نووي إيراني.