نفذت إيران حكم الإعدام في الصحفي روح الله زم السبت الماضي، وهو الصحفي الذي كان يعيش في المنفى بفرنسا، واعتُقل بعد سفره إلى العراق العام الماضي، وكان يدير موقع (آمد نيوز) الإخباري المعارض. والصحفي روح الله زم هو ابن رجل الدين الإيراني محمد علي زم، واتهم بتهمة «الفساد في الأرض»، التي تعتبر من أخطر التهم بإيران، وعلى إثر عملية إعدامه صدرت إدانات غربية عدة. والحقيقة أن تلك الإدانات الغربية ما هي إلا نفاق، ومواقف لا يمكن الاعتداد بها، حتى أن صديقا ذكيا سألني: ماذا نقول لأنصار نظرية المؤامرة؟ قلت له في قصة إيران والغرب لا تقول شيء، فهم على حق. هذا العام وحده أعدم مصارع إيراني، والآن صحفي، نتاج تهم تافهة لنظام إيراني يدعي أن لديه عملية انتخابية، فكيف يخون، ويعدم، من يعارض نظام يقول إنه انتخابي، وبالطبع لن أقول ديموقراطي لأن هذا اعتداء على العقل والمنطق السليم. وعليه فإن العيب ليس بإيران، بل في الغرب المنافق.. نعم الغرب المنافق، ساسة ومؤسسات ومنظمات، وإعلاما، ونشطاء، ومستعد أن اسميهم بالاسم، والذين يدينون جرائم إيران ببيان في الصباح ثم يطالبون الحكومات الغربية للتوصل لاتفاق مع إيران بالمساء. من انتقد اغتيال قاسم سليماني في الغرب، وبالتأكيد بمنطقتنا، منافق. ومن انتقد اغتيال محسن فخري زاده مخزن إيران النووي، بالغرب، أو بمنطقتنا، أيضا منافق. في إيران يعدم المصارع الرياضي، والصحفي، والمغني، ويسجن من يتجرأ على النظام، ونجد انتقادات في الغرب على الحادث حين يحدث، وباليوم التالي نرى مطالبات بضرورة التوصل لا تفاق مع إيران. ونرى مراكز دراسات غربية، تدعي الاحترام، وهي غير محترمة بالقصة الإيرانية، تحذر الإدارة الأمريكية من مغبة الصدام مع إيران، وتطالب بالتوصل لتفاهم واتفاق مع طهران، ورغم كل الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المختلفين معه. يحدث كل ذلك بينما المنظمات الدولية، والإعلام الغربي، وجل الدول الغربية، تنتقد السعودية ومصر ودول الاعتدال على خطوات، نعم خطوات، لتعزيز الاستقرار، وقطع دابر التأليب والتحريض، لكن نفس المؤسسات، والمنظمات، تبلع ألسنها أمام الإجرام الإيراني. إيران، وعملاؤها، يجوبون المنطقة، من إيران للعراق، مرورا بلبنان، وسوريا، واليمن، ليس كباعة جوالين، بل كقطاع طرق، وفرق إعدام، ورغم كل ذلك لا منظمة دولية قررت منع الفرق الإيرانية من المشاركة بعد إعدام المصارع الإيراني، ولا دولة غربية أعلنت تعليق أي اتفاقية لها مع إيران بعد إعدام الصحفي زم. الحقيقة لسنا أمام نظرية مؤامرة وحسب، بل نحن أمام نظام غربي بات صارخا في نفاقه، ولا يستحق حتى مجرد الاحترام. كاتب سعودي [email protected]