6 فرق تتنافس على لقب بطل "نهائي الرياض"    القبض على باكستانيين في الرياض لترويجهما (6.7) كجم «شبو»    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    بوتين: روسيا ستُدخل الصاروخ الباليستي الجديد «أوريشنيك» في القتال    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    روبن نيفيز يُحدد موعد عودته    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    الأهلي ينتصر على الفيحاء بهدف رياض محرز    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    حلول ذكية لأزمة المواقف    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تسلل «اللوبي الإيراني» إلى الصحافة البريطانية؟
نشر في عكاظ يوم 13 - 02 - 2016

ليس مثيرا للاستغراب أن تهاجم الصحف البريطانية السعودية، إذ إن لغالبيتها مواقف مناوئة للدولة الغنية بالنفط، الأقوى في مواقفها ضد إسرائيل. بيد أن الغريب حقا أن تصعد تلك الصحف مناهضتها بالدعوة إلى إنهاء العلاقة «التاريخية» بين السعودية والمملكة المتحدة. والأكثر إثارة للاستغراب أن ذلك التصعيد ضد السعودية مدفوع بمرام إيرانية، وبأقلام تقطر حقدا إيرانيا دفينا، بدوافع طائفية مقيتة. وظهر ذلك كله واضحا كالشمس إثر إعدام 47 سعوديا مدانا بالإرهاب، كأن المملكة المتحدة مستعدة للتساهل في عقاب من يهدد أمنها، وسلامة أراضيها.
في 6 يناير الماضي، نشر الصحفي بصحيفة «ديلي تلغراف» كون كوفلن، وهو خبير في شؤون الإرهاب الدولي والشرق الأوسط، مقالا بعنوان «بريطانيا يجب أن تقف مع السعوديين ضد إيران»، ردا على دعوات متزايدة لعزل السعودية من المجتمع الدولي. والواقع أن كوفلن وزملاءه في «التلغراف» هم قلة من الأصوات في الصحافة البريطانية التي تدرك أهمية الحفاظ على علاقات طيبة مع السعودية. وقد أورد في مقاله المذكور معلومة خطيرة مثيرة للقلق، إذ كتب: «ومع أن السعوديين أثبتوا مرارا وتكرارا قيمة التحالف (مع بريطانيا)، إلا أن هناك مجموعة متنفذة من مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية الذين يحاججون بأن بناء علاقات أوثق مع إيران قد يخدم المصالح البريطانية على المدى البعيد بشكل أفضل». ونتساءل هنا: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟
لقد افتعلت الصحافة البريطانية ردود فعل غاضبة على إعدام 47 متطرفا، أو «نمر النمر و46 شخصا آخرين»، على حد تعبيرها. ولم يبد أي منها اهتماما بأن منهم 43 متطرفا سنيا على صلة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، لأن الأجندة الحقيقية لتلك الصحف تتمثل في تصوير السعودية باعتبارها دولة طائفية فظة، وهو مصداق لأجندة الصحافة البريطانية المعادية للسعودية.
فقد ظلت تتهم المملكة على مدى سنوات بمساندة «التطرف السني»، كلما اتخذت السعودية إجراء بحق متطرفين، ويبدو أنه مقبول لدى هؤلاء الصحفيين أن يتم إعدام ناشطي «القاعدة» و«داعش» بغارات جوية، أو براميل متفجرة، أو حتى تعذيبهم في سجن غوانتانامو، ولكن ليس القصاص منهم في السعودية، حيث أراقوا الدماء، وروعوا المواطنين والمقيمين.ومن الأدلة الإضافية على ذلك الشعور العدائي للسعودية في الصحافة البريطانية تصويرها نمر النمر بأنه «متظاهر، سلمي، بريء، من دعاة العدالة الاجتماعية»، متجاهلة تماما أي ذكر للوجه الحقيقي لنمر، والتهديد الأمني الذي جسّده، ودعواته - في خطب مصوّرة - إلى ثورة في البحرين والسعودية، بغرض تصدير «ولاية الفقيه». وربما راق للصحفيين البريطانيين المعادين للإسلام ما يرد في خطب النمر من سب للصحابة، ومع أنهم يشيرون إلى أنه سبق اعتقاله ثلاث مرات، خلال الفترة من عام 2006 إلى 2009، إلا أنهم يتجاهلون أسباب احتجازه، بل سبب آخر مرة قبض عليه فيها العام 2012، حين كان يساعد أحد أعوانه في مطاردة بسيارة مع دورية سعودية، كان يمكن لقوات الأمن أن ترديه برصاصة في القلب أو الرأس، لكن حكمتهم قضت بإصابته في الساق، ونقله للعلاج في مستشفى حكومي، حتى يحظى بمحاكمة عادلة على تصرفاته الهوجاء.
وعلى رغم أن الصين وإيران تقومان سنويا بإعدام عدد من الأشخاص أكبر ممن يتم إعدامهم بالسعودية، إلا أن لا أحد يندد بتلك الإعدامات، وذلك لأن التغطية السالبة لأخبار السعودية مهمة للنيل من البلاد التي تتشرف بحماية المقدسات الإسلامية، وتتمتع بوزن كبير في العالم العربي.
والواقع أن أكبر الأجندة المناهضة للسعودية تأتي من اليسار البريطاني، ومع أن قطاعات من اليمين البريطاني تكن عداء شديدا للإسلام، إلا أن المحافظين يقدرون دور المملكة في توفير الأمن للعالم، وفي المقابل هنالك أسباب كثيرة لكراهية السعودية لدى اليساريين، ول «حب إيران».
فهم (اليساريون) أعداء للثروة النفطية، كما أن العلاقات الدبلوماسية الوثيقة للسعودية مع الولايات المتحدة تجعلهم ينظرون للسعودية باعتبارها شريكا متواطئا في الإمبريالية العالمية، والأهم من ذلك، أن التزام السعودية علنا بقيمها الدينية يضايق الاشتراكيين العلمانيين الذين يؤمنون بأن الدول هي التي يجب أن تقوم بدور «الرب»، غير آبهين بأي قدر للتسوس الأخلاقي في المجتمع. حدا ذلك ببعض وسائل الإعلام البريطانية اليسارية إلى أن تتخذ مواقف موالية لإيران، لأن التغطية السالبة لأحداث السعودية تستقطب مزيدا من المتصفحين لمواقعها الإلكترونية، وبالتالي تزيد مدخولها الإعلاني، وعلى رغم أن إيران هي أيضا دولة دينية، فإن اليسار البريطاني يقع بغباء وسهولة فريسة الادعاء الدائم لإيران بأنها مظلومة، وبأنها ضحية لما تسميه «المؤامرة الصهيونية الإمبريالية»، من جراء دعمها المعنوي والمادي لمنظمات إرهابية، من قبيل «حزب الله» و«القاعدة». وتنظر مجموعة اليسار البريطاني لإيران باعتبارها متفرجا بريئا وفقيرا في الشرق الأوسط، يواجه وحشية الطائفيين السنة.
ولا تذكر تلك الدوائر مجرد ذكر الميليشيات الشيعية الفظة في العراق، التي ترتكب الممارسات نفسها التي تقوم بها «داعش»، من إلقاء الأبرياء من أعلى المباني، وتعذيبهم، وحرقهم أحياء، وقطع رؤوسهم.
بل لا تذكر شيئا عن جرائم الحرب التي يرتكبها الحوثيون، ومقاتلو حزب الله، الذين يزعزعون استقرار اليمن ولبنان وسورية. ويتجاهل اليساريون البريطانيون وصحافتهم فظائع عملاء إيران الذين يقومون بذبح سنة العراق وسورية. وطبعا لا يذكر أحد منهم اضطهاد النظام الإيراني لعرب الأحواز والبلوشيين، وهو بلا شك نتيجة لتنامي نفوذ اللوبي الإيراني في السياسة والصحافة في بريطانيا.
وأبرز واجهات ذلك اللوبي الإيراني منظمة «تكتل أوقفوا الحرب»، التي تتظاهر بأنها تكتل سلمي مناهض للحرب، وهي ذات صلة وثيقة بحزب العمال البريطاني المعارض، ويرعاها زعيمه النائب جيريمي كوربن، ومساعدته النائبة ديان أبوت. وقد سارعت الصحف البريطانية المؤيدة لإسرائيل واليهود إلى اعتبار كوربن و«تكتل أوقفوا الحرب» مهددا لمصالح اليهود. ومن العجيب أن قطاعات واسعة من المسلمين تنخدع لدموع التماسيح التي يسكبها كوربن وقادة «أوقفوا الحرب» على فلسطين.
ومن الواضح أن «أوقفوا الحرب» تسللت إليه بعد تكوينه، إثر الغزو الأمريكي للعراق 2003، جماعة من اللوبي الإيراني تسمي نفسها «الحملة ضد العقوبات والتدخل العسكري في إيران». وظلت هذه المجموعة تعمل بدأب منذ تكوينها في عام 2005، للتغلغل في الجماعات المناهضة للحرب في بريطانيا وأمريكا، حتى نجحت في تسريب البروباجندا الإيرانية لتلك الشبكات.
وحين تصفحت حساب «أوقفوا الحرب» في موقع «تويتر»، لاحظت عددا كبيرا من التغريدات التي تنتقد «الوهابية»، وجرائم حرب سعودية مزعومة في اليمن، لكنها لا تذكر مطلقا أي شيء عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الحوثيون، و «حزب الله»، والميليشيات الشيعية في العراق، وجيش بشار الأسد.
وأبرز صحف اليسار في بريطانيا هي صحيفة «الغارديان» التي يشرف على تحرير افتتاحيتها شخص يدعي ديفيد شريعتمداري، وهو ابن أخ أقرب معاوني الخميني، الذي كلف بتطهير الجامعات الإيرانية من المثقفين العلمانيين والإسلاميين. ويزعم على نطاق واسع أن ديفيد منع مقالات عدد من كتاب الرأي التي تنطوي على انتقادات لإيران.
لكن مثل هذه الضوابط لحماية إيران ليست موجودة لمنع المقالات المناوئة للسعودية، فقد رأينا كيف أن صفحات الرأي طفحت بالمقالات الناقدة بعد إعلان وفاة العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يناير 2015، وكتبت بريطانية تدعى آن بيركنز في الفترة نفسها مقالا يقلل من شأن تعيين 30 سيدة سعودية في مجلس الشورى، واختزلت الأمر في حظر قيادة المرأة السيارات، من دون أي تحليل سياقي لمثل هذا الموضوع المعقد.
ومن العجب العجاب أن تسمح شبكات تلفزيونية خليجية باستضافة أشخاص غربيين لا يمكن ائتمان آرائهم وإن كانوا من المسلمين. والصحفي الأبرز في هذا المجال في بريطانيا هو: مهدي حسن، الذي يسعى على الدوام لخدمة أجندة النظام الإيراني. وهو من الذكاء بحيث يدعي النأي بنفسه عن إيران، وهو يقوم في الوقت نفسه بترويج سياستها الخارجية. وعادة ما يبدأ بجملة أو جملتين عن احتقاره لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وأنه لا يؤيدها، قبل أن يخلص إلى تصويرها باعتبارها أخف الضررين أو أهون الشرين.
وكان قد شارك في برنامج بثته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في عام 2013، ممثلا وجهة النظر المعارضة لتسليح المقاومة السورية المناهضة للأسد، زاعما للمشاهدين أنه شاهد مقطعا مرئيا لمقاتل من المعارضة السورية المعتدلة، وهو يلتهم قلب أحد قتلى الجيش الحكومي. وقد أدت تلك الأكاذيب والمزاعم إلى تغيير آراء كثير من الجمهور، وضغوط على النواب البريطانيين الذين صوتوا في 2013 ضد ضرب نظام بشار الأسد، وهو ما أدى إلى ظهور «داعش» في سورية، مدعيا حماية السنة من الطائفية التي يواجهونها هناك.
وزعم مهدي حسن بعد قليل من اندلاع الثورة السورية أنه لا توجد معارضة معتدلة للأسد، وأن على بريطانيا أن تحافظ على بقائه ممسكا بالحكم. وفي ذلك العام نفسه، دعا في مقالة نشرتها «الغارديان» إلى السماح لإيران باقتناء سلاح نووي. وفي تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، أثنى مهدي حسن على المرشح الجمهوري الرئاسي راند بول، بعد زعمه بأن إبقاء بشار الأسد في الحكم سيكون أفضل ما يخدم مصلحة السوريين، وأمنهم واستقرارهم. الغرب ينبغي أن يتحالف مع إيران باعتبارها أهون الشرين، وباعتبار أنها بوابة الحماية من التطرف السني، أو إذا شئنا الدقة: «الوهابية».والواقع أن لفظ «الوهابية» تعتريه مشكلات عويصة لأسباب عدة، وقد غدت نظرية وجود «الوهابية»، والزعم بأن السعودية تقوم بتصديرها «حقيقة شائعة»، من كثر ترديدها مرارا وتكرارا. وقد تكهن فيلسوف علوم السياسة يورغينسن بهذه المشكلة في كتابه المعروف «نظرية العلاقات الدولية»، حين أشار إلى استخدام نظرية خلاقة لتبسيط قضية سياسية، خلص منها إلى أن ذلك يقود إلى إعشاء الرؤية، تماما مثل النظرة المتعسفة التي تهيمن على الصحافة البريطانية حول العلاقة بين السعودية و«الوهابية». وكان سفير السعودية لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف آل سعود ذكر في رسالة إلى صحيفة «الغارديان»: «إن الأقوال السماعية وقلة المعرفة شيئان خطيران، (...) الوهابية ليست من مذاهب الإسلام (...) إن هذه الكلمة مسبَّة ضخمتها بعض الحكومات، ومحللون سياسيون، والإعلام، لوصف «تهديد إسلامي» يواجه الحضارة الغربية».لا يريد البريطانيون، خصوصا كتابهم، أن يعرفوا ويدركوا أنه لا يوجد مذهب إسلامي بهذا الاسم، ويمكن القول إن هناك دروسا قدمها الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي لم يقرأ أي منهم كتابا له، وهم لا يعرفون أن أبرز مؤلفاته، وهو «كتاب التوحيد» لا يخوض مطلقا في الشؤون المحلية أو الدولية، وكل ما قام به محمد بن عبدالوهاب هو الحديث عن ممارسات الشرك، والزيغ من طريق الله، وبهذا المنطق فإن كل موحد «وهابي»، وكل أهل السنة «وهابيون»، لأنهم يعرفون الكفر والشرك ويبعدون عنهما.كما أن من الألفاظ الأخرى التي يتعلق بها الموالون لإيران والمعادون للسعوديين لفظ «سلفي». والواقع أن كل من يتبع القرآن والسنة وهدي الصحابة، وهم السلف السابق، إنما هم أهل سنة، متبعون للقرآن والسنة، وما جاءهم من الأسلاف الصالحين. ومن الأسف أن الصحافة البريطانية، خصوصا اليسارية، متمسكة بأن السعودية الموصومة بالوهابية تقوم بتصدير التطرف، وأن إيران هي الآن حليف طبيعي في الحرب على الإرهاب. ونتيجة للقوة المتزايدة للوبي الإيراني الذي تزايد نفوذه بعد انتخاب كوربن زعيما للمعارضة البريطانية أضحت تعلو أصوات في البرلمان البريطاني للمطالبة بوضع حد للعلاقات بين السعودية وبريطانيا. وأضحى السنة يصورون باعتبارهم معتدين، في حين يتم تجاهل طغيان الميليشيات الشيعية وعملاء إيران في العالم العربي.
لقد ربحت إيران باتفاقها النووي مع الغرب، وانتهكت شروطه مرتين بتجربة صواريخ بالستية، وهو أمر لم يتم التنديد به مثل ما يندد هؤلاء بالسعودية، ويتهمونها بارتكاب كل أنواع الجرائم.
والسؤال الحيوي هنا: ماذا علينا أن نفعل لنكسب مساندة العالم في المعركة ضد المعتدي الإيراني الذي يصور نفسه بكل خبث ودهاء بأنه ضحية بريئة؟.
..لا وقت للتحري عند «الإعلام المؤدلج»
من المفارقات المضحكة أن من يكتبون لسب السعودية في صحيفة «الغارديان» ليس لديهم وقت للتحقق من دقة معلوماتهم، إذ أن بيركنز أشارت غير مرة إلى «مجلس الشورى السعودي» باعتباره «مجلس الشريعة» (كذا)! وزعمت أن ارتداء الحجاب إجباري في منطقة نجد! ولم تذكر مطلقا أن الحجاب ثقافة وتقليد في المملكة. وفي 28 يناير الماضي، كتب مايكل أكسورثين مقالا بعنوان «هل الوقت مناسب لنعلن السعودية عدوا لنا وإيران صديقة لنا؟» خلص فيه بمنتهى الاستهتار والجهل إلى أن «آيديولوجيا المتطرفين السنة في داعش ليست سوى خطوة من خطوات تطبيق الإسلام الوهابي الذي هو أساس المملكة العربية السعودية». وذهب مباشرة ليصور إيران باعتبارها بطلا عالميا يحارب «داعش». ومن نافلة القول إنه حين تقوم صحيفة بنشر أكاذيب من هذا القبيل على أنها حقائق، فلا غرو أن يقفز كتابها فرحا يوم أبرمت إيران اتفاقها النووي مع الغرب، مهللين لذلك الحدث بدعوى أنه سيعيد صياغة توازن القوى في العالم العربي. وإذا كانت «الغارديان» ليست سيئة بما فيه الكفاية، فإن «الإندبندنت» أسوأ بمراحل، ذلك أن محرريْها لشؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك وباتريك كوكبيرن متعاطفان جدا مع إيران، فقد كتب فيسك أن الثورة في سورية عمل حرب، ونفاق، وأن المعارضين للأسد إرهابيون.
أما كوكبيرن، فينتقل بالمسألة إلى مستوى آخر، فهو مؤلف كتب في الشؤون الخارجية منها «مقتدى الصدر والصحوة الشيعية والنضال من أجل العراق»، و«عودة الجهاديين: داعش والانتفاضة السنية الجديدة»، الذي أعيدت طباعته بعد عام بعنوان «صعود الدولة الإسلامية: داعش والثورة السنية الجديدة». ولعل هيمنة فيسك وكوكبيرن على شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الإندبندنت» هي ما يقود بشكل منتظم ودائم إلى مقارنات ظالمة بين الشريعة في السعودية و«داعش»، حتى يعتقد القارئ الغربي أنه لا بد أن السعودية هي التي قامت بتصدير «داعش». وخير نموذج لموالاة إيران ومعاداة السنة مقال كتبه كوكبيرن، تحت عنوان «السعودية ساعدت داعش في الاستيلاء على شمال العراق».
ومن العجب العجاب أن تسمح شبكات تلفزيونية خليجية باستضافة أشخاص غربيين لا يمكن ائتمان آرائهم وإن كانوا من المسلمين. والصحفي الأبرز في هذا المجال في بريطانيا هو: مهدي حسن، الذي يسعى على الدوام لخدمة أجندة النظام الإيراني. وهو من الذكاء بحيث يدعي النأي بنفسه عن إيران، وهو يقوم في الوقت نفسه بترويج سياستها الخارجية. وعادة ما يبدأ بجملة أو جملتين عن احتقاره لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وأنه لا يؤيدها، قبل أن يخلص إلى تصويرها باعتبارها أخف الضررين أو أهون الشرين.
وبحلول صيف 2015، غدا مهدي حسن ممثلا غير منتخب للمسلمين البريطانيين، وطلب منه أن يكتب عن الإسلام وليس المسلمين، فكتب مقالا بعنوان «لماذا لا يحتاج الإسلام إلى إصلاح؟» ذهب فيه ضمنا إلى أن السعوديين خوارج، وأن «الوهابية» هي أسوأ ما في العالم، وهي حيلة خبيثة ماكرة للوصول إلى الرغم بأن السعودية لا تحارب المتطرفين السنة، وبالتالي فإن ومن المفارقات المضحكة أن من يكتبون لسب السعودية في صحيفة «الغارديان» ليس لديهم وقت للتحقق من دقة معلوماتهم، إذ أن بيركنز أشارت غير مرة إلى «مجلس الشورى السعودي» باعتباره «مجلس الشريعة» (كذا)! وزعمت أن ارتداء الحجاب إجباري في منطقة نجد! ولم تذكر مطلقا أن الحجاب ثقافة وتقليد في المملكة.
ومن نافلة القول إنه حين تقوم صحيفة بنشر أكاذيب من هذا القبيل على أنها حقائق، فلا غرو أن يقفز كتابها فرحا يوم أبرمت إيران اتفاقها النووي مع الغرب، مهللين لذلك الحدث بدعوى أنه سيعيد صياغة توازن القوى في العالم العربي. وإذا كانت «الغارديان» ليست سيئة بما فيه الكفاية، فإن «الإندبندنت» أسوأ بمراحل، ذلك أن محرريْها لشؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك وباتريك كوكبيرن متعاطفان جدا مع إيران، فقد كتب فيسك أن الثورة في سورية عمل حرب، ونفاق، وأن المعارضين للأسد إرهابيون. أما كوكبيرن، فينتقل بالمسألة إلى مستوى آخر، فهو مؤلف كتب في الشؤون الخارجية منها «مقتدى الصدر والصحوة الشيعية والنضال من أجل العراق»، و«عودة الجهاديين: داعش والانتفاضة السنية الجديدة»، الذي أعيدت طباعته بعد عام بعنوان «صعود الدولة الإسلامية: داعش والثورة السنية الجديدة». ولعل هيمنة فيسك وكوكبيرن على شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الإندبندنت» هي ما يقود بشكل منتظم ودائم إلى مقارنات ظالمة بين الشريعة في السعودية و«داعش»، حتى يعتقد القارئ الغربي أنه لا بد أن السعودية هي التي قامت بتصدير «داعش». وخير نموذج لموالاة إيران ومعاداة السنة مقال كتبه كوكبيرن، تحت عنوان «السعودية ساعدت داعش في الاستيلاء على شمال العراق».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.