لم تستبعد صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن يكون هدف عملية اغتيال محسن زاده، شل جهود الرئيس المنتخب جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي قبل أن يتمكن حتى من بدء دبلوماسيته مع طهران. وبحسب الصحيفة، فإن هناك القليل من الشك في أن إسرائيل كانت وراء عملية الاغتيال، فلديها كل السمات المميزة لعملية تم تحديد توقيتها بدقة من قبل الموساد. ولم يفعل الإسرائيليون شيئاً لتبديد هذا الرأي. ولطالما اعتبر رئيس الوزراء نتنياهو إيران تهديداً وجودياً، ووصف العالم المقتول، بأنه العدو الأول القادر على صنع سلاح، يمكن أن يهدد بلداً سكانه 8 ملايين في انفجار واحد. وأفاد مسؤولون عسكريون أمريكيون، بأنهم يراقبون عن كثب قوات الأمن الإيرانية بعد التعهد بالرد على مقتل زاده، لكنهم لم يكتشفوا أي تحركات عسكرية أو تحريك لأسلحة إيرانية، مؤكدين أن أكثر من 40 ألف جندي في المنطقة في حالة تأهب عالية نسبياً. واعتبرت الصحيفة أنه إذا توقفت إيران عن الانتقام، فإن الخطوة الجريئة ستكون آتت أكلها، حتى لو دفع الاغتيال البرنامج لمزيد من السرية. وإذا انتقم الإيرانيون وأعطوا ترمب ذريعة لشن ضربات عسكرية عليهم قبل أن يترك منصبه، فإن بايدن سيرث مشاكل أكبر من مجرد بقايا وثيقة دبلوماسية عمرها 5 سنوات. ولفتت إلى أن بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكين، أعلنا أن العودة إلى الصفقة التي انسحب منها ترمب هي أحد أهدافهما الأولى في الشرق الأوسط. ولكن كما قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي المعين حديثاً: «هذا حق متروك لإيران.. إذا عادت إلى الامتثال لالتزاماتها التي تنتهكها، وكانت على استعداد لدفع المفاوضات بحسن نية بشأن الاتفاقيات، فإن بايدن مستعد لفعل الشيء نفسه». ولفتت إلى أن المتشددين في إيران غاضبون، ويتصاعد الضغط بالفعل من أجل بعض الردود، إما رد محسوب، على الأرجح بأوامر من خامنئي، أو هجوم غير منظم من مليشيا ترعاها طهران. وقد يكون هذا بالضبط ما يراهن عليه نتنياهو وترمب ومستشاروه. أي انتقام يمكن أن يؤدي إلى عمل عسكري أمريكي، وهو بالضبط ما فكر فيه ترمب قبل أسبوعين عندما وردت أنباء عن استمرار إيران في إنتاج الوقود النووي فوق حدود اتفاق 2015. وهو ما أكده رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني فريدون عباسي، بالتركيز على بدء التخصيب بنسبة 20%.