على رغم الأنباء عن قرب توزيع لقاح مضاد لفايروس كورونا الجديد، في عدد من الدول الكبرى المصطلية أكثر من غيرها بالأزمة الصحية منذ اندلاع الجائحة؛ فإن الخبراء لا يزالون يرون أن الإغراق في التفاؤل ليس من سداد الفطنة. كما أن ما أعلن عن تقديم شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية ببيانات لقاحيهما للحصول على فسح بموجب بند الطوارئ لا يعني أن كل العقبات أمام لقاحيهما قد زالت تماماً. وأشارت بلومبيرغ أمس إلى إعلان منظمة الصحة العالمية أمس الأول تحذرها الأطباء من استخدام عقار ريمديسفير الأمريكي في معالجة مرضى كوفيد-19، لتخلص إلى أن فشل ريمديسفير قد يكون مصير اللقاح أيضاً. ووجهت بلومبيرغ سهام النقد إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ونظيرتها الأوروبية (وكالة الأدوية الأوروبية)، على الموافقة على استخدام ريمديسفير بناء على بيانات تجارب سريرية محدودة. ورأت أسوشيتد برس أمس أنه حتى لو تأكدت نجاعة لقاحي موديرنا وفايزر، وبدأ توزيعهما خلال ديسمبر القادم، فليس من شأنهما دحر الجائحة إلا بعد شتاء قارس طويل. ولم تقتصر فايزر على طلب الفسح في أمريكا الجمعة، بل قدمت طلبات مماثلة في لندن، وبروكسل. وقالت فايزر إنها ستوفر 50 مليون جرعة من لقاحها بحلول نهاية 2020. وهي تكفي لتطعيم 25 مليوناً فقط،. ورجحت بلومبيرغ أن تستغرق عملية الفسح من جانب هيئة الغذاء والدواء ما لا يقل عن ثلاثة أسابيع. وستجمع الهيئة خبراءها المستقلين الخارجيين في 10 ديسمبر لمناقشة بيانات لقاح فايزر. وفي سياق يتصل باللقاحات، تجدد أمس الحديث عن قدرة اللقاح الثلاثي، المضاد للحصبة والنكاف، على توفير حماية من الإصابة بهد أن خلصت دراسة أجراها علماء جامعة جورجياالأمريكية الى أن من تم تطعيمهم بالمصل الثلاثي في طفولتهم تقل فرص إصابتهم بالفايروس بنسبة 29%.