الفن بأشكاله وجه ملون جميل للحياة، ووسيلة للحوار الحسي بين المجتمعات المتنامية منذ القديم، ونظل ندين للفن أنه جمع الشعوب ووحدها وأعطانا الإحساس الصادق لنواجه به آلامنا وأوجاعنا بمقطوعة موسيقية أو لوحة ملونة على حائطنا أو برواية نقرأها لتنقلنا لعوالم جميلة غير عالمنا المجرد. الفنون أيضاً تجعلك أينما نظرت ترى ما يُفرح القلب، تسمع ما يريح الروح، وتنقلك لعالم مميز جميل ينسيك ضغط يومك وعسر الزمان، كحضور معارض الفنون التشكيلية أو حفلات الموسيقى، أو المسرح. ويعمل الفن كوسيلة هامة في تكوين وعي الإنسان بالقضايا المهمة، ويشجع على صفات ويبعدنا عن أخرى، ويخدم التعليم كشرح المعلومات للأطفال بالمدرسة بطريقة إبداعية مميزة تجعل الطفل يفهم بسرعة، حتّى أن رواية كنت تدرسها بتثاقل فإذا حضرتها كفيلم ستفهم كل مجريات الرواية ومقاصد الكاتب. حتّى حين تُستعمل الموسيقى الجميلة بالمستشفيات لتسرق المرضى من آلامهم أظنّها ستكون فكرة جميلة. وأرغب هنا أن أطرح تجربتي حين كنت أدرس اللغة الإنجليزية لأطفال لم تتجاوز أعمارهم السنوات الأربع، كانت برسوم جميلة عن كل حرف حين يكون الحرف مثلهم له عائلة وله اسم وله لفظ عندما ينادونه، وكنت أنسج من خيالي قصصاً جميلة وغايتي إدخال المعلومة بأجمل طريقة يحبها الأطفال، وعن تحفيظهم كتابة كلمة كنا نغنيها. وللفن أيضاً يد بدفع أكبر عدد ممكن من شبابنا للإبداع، فهو بوابه للابتكار والاختراع، إذ ندفعهم ليستخدموا خيالهم ومعرفتهم بخلق أشكال جديدة للحياة يستطيعون أن يطوروا مجتمعهم بأجمل شكل، فالطبيب يحتاج الفن ليصنع أسناناً جميلة لمرضاه، والمهندس يحتاج الفن ليصنع عمراناً مميزاً، والأمثلة كثيرة. فالفن هو العباءة المزركشة التي تحيل حياتنا لقوس قزح ملون، وتبعدنا عن الواقع الرمادي المجرد، فهو مرآة الشعوب كما يقولون، وشكل من أشكال الجمال الإنساني التي وهبها الخالق للبشرية. [email protected]