هي كاتبة ومبدعة وناشطة ثقافية ومسؤولة في عدد من المؤسسات الثقافية وهي ايضا نائبة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات تنقلت في حقول أدبية ومتنوعة كالقصة والرواية والشعر ولم تتوان عن قطف زهور الابداع من أدب الطفل، لها حضورها الخليجي والعربي وسجلت لها رقما ابداعيا من خلال اصداراتها المختلفة: في هذا الحوار نتعرف علي الأديبة الإماراتية أسماء الزرعوني وعلى مشاريعها الأدبية: عشق الحرف ما الذي تودين أن يعرفه القارئ عن أسماء الزرعوني الأديبة؟ -أسماء الزرعوني عشقت الحرف منذ طفولتها وهي ترسم بأناملها على الرمال الفضية ويأتي الموج ليخطف حروفها ولكنها تقف كالنخلة شامخة ويكبر حرفها وترسم هم مجتمعها الذي عاهدت نفسها أن تسخر قلمها في حبه.. واستلهمت حروفها من الحي الذي تسكن فيه ومن البيوت الشعبية المشبعة بالرطوبة وطيبة أهل الحي جعلتني أسرح الى أبعد حدود الحرف والكلمة التي كانت تنحني بين دفاتر الموج وسطور البحر فكلنا في البداية كنا خريجات الرمال الفضية. محفوظ والسباعي متى كانت بدايتك مع الحرف والكتابة وبدايتك مع القراءة؟ -كنت طفلة أبي المدللة وهو كان يعشق القراءة و يردد بصوته الجميل الموشحات الدينية وأبيات شعر المتنبي وغيرهم.. هذا هو الأثر الأول في حياتي ومن ثم معلمتي والتي كنت أطرب لصوتها عند اللقاء. القصيدة والمكتبة التي كانت تقع بين بيتي ومدرستي أعطتني منها روايات لكبار الكتاب، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، محمد عبدالحليم عبدالله. عشت الشارع المصري في طفولتي من خلال هذه الرسالة والروايات. اذكر (عندما يجف النبع) كانت أول قصة نشرتها باسمي الصريح وأنا بين الخوف من ردود فعل الاهل وسياط الناقد كانت فرحتي تملأ الدنيا وأنا اجد اسمي يتوسط الجريدة بعدما كنت اكتب تحت اسماء مستعارة. القصة القصيرة تنقلت الزرعوني بين مختلف الفنون الكتابية والإبداعية من القصة للرواية إلى الشعر، هل التنقل يخدم الأديب أم يشتته؟ وما أسباب هذا التنوع؟ -بدأت بكتابة الخواطر أو الشعر الحديث في طفولتي وجمعتهم لكنني وجدت نفسي انساق خلف القصة القصيرة عندما دخلت ميدان العمل وجدتني أمام قصص مختلفة ومتنوعة بعد اختلاطي بالناس وعشت معاناة الموظفة فكتبت أول قصة عامم 1988م ونشرت في جريدة الاتحاد الإماراتية تحت عنوان (عندما يجف النبع). ولدي قناعة أن المبدع الذي يمتلك أدوات الكتابة يستطيع أن يكتب في مختلف ألوان الأدب وفنونه يكتب بحسه والذي اعتبره كالمصور عندما يجد من يرسمه بحروفه فحينها يكتب الشعر والقصة والرواية والمسرح وأما بالنسبة لدخولي عالم الرواية أذكر بعد وفاة والدي رحمة الله عليه كنت أبحث في أوراقه وجدت كشكولي الأحمر بين أوراقه وكانت بداية رواية كتبتها في سن مبكرة فدخلت عالم الرواية "جسد الراحل" كانت أولى رواياتي عام 2004 م وهي تتحدث عن قصة عشق المكان "فريج الشوهين" والذي يقع في إمارة الشارقة وهذه الرواية الجزء الأكبر من أحداثها حقيقية مع مزجها بخيال الكاتب.. والرواية تتناول قصة رجل خرج من الإمارات وهو في سن السادسة عشرة من عمره وظن أهله أنه مات لطول غيبته ولكنه رجع بعد سنوات.. التقيت هذا الرجل بعد عودته وجلست معه وحكى لي قصته جلست معه فأخذت جزءا من حكايته وبنيت عليها رواية وهي اول رواية تصدر في الامارات أما بالنسبة للتنوع في الكتابة الادبية فأرى أنه خدمني ولم يشتتني. الكتابة للطفل كتبت أسماء الزرعوني القصة للطفل.. لماذا توجهت لهذا الحقل؟ وما تقييمك لأدب الطفل الخليجي؟ -أما الكتابة للطفل فأنا تربوية كنت في المدارس، تخصصي مكتبات وجدت اننا نفتقد إلى الكتب الهادفة الجادة للطفل فكنت أعيش بينهم ونزلت لمستواهم وأخذت الفكرة من افواههم فكتبي للطفل ولله الحمد نجحت.. أدرجت بعض قصصي في مناهج وزارة التربية والتعليم وأيضا فاز كتابي "مرزوق ومزنة" بأفضل كتاب محلي في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2009م. الكتابة للطفل كانت تشغلني دائما وكانوا يقولون لا تستطيع أن تكتب للطفل، وهي من أصعب الكتابات. تركت عملي في ديوان الوزارة وانتقلت الى مدرسة اطفال حتى اكون قريبة منهم ولله الحمد نجحت في مهمتي وكتبت للطفل من البيئة العربية بعاداتها وتقاليدها. مع الأسف نحن في الخليج نفتقر إلى أدب الطفل وما يكتب للطفل، ولا أعرف الأسباب هل من الكتاب أنفسهم أم من دور النشر. العمل الثقافي عرفت الزرعوني كناشطة ثقافية من خلال تقلدها عددا من المناصب الثقافية، هل يعيق العمل نشاطك الثقافي الكتابي؟ -في الحقيقة الالتزام وشغل مهمات ومناصب متعددة، أي العمل الإداري، لا أقول يعيق الإنتاج بل يقلل من إنتاج المبدع نفسه لأنه يضع نفسه أمام مسؤولية حقيقية ولا بد من العمل بإخلاص في المهمة الموكلة له فتجده يعطي الأولوية لهذه المهمة لدرجة اني عندما كنت اكتب روايتي الأخيرة (لا تقتلني مرتين) تخليت عن كتابة العمود الأسبوعي حتى اتفرغ للرواية. ملتقى الإبداع منتدى الابداع الخليجي يعتبر علامة فارقة في الملتقيات الخليجية، لماذا لا نرى مثل هذه الملتقيات في دول مجلس التعاون؟ -ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي أعتبره مشروعا رائعا لأبناء الخليج المبدعين وعندما فكرت بتأسيس هذا الملتقى كان الهدف الأول منه التقاء أبناء المنطقة الواحدة في مكان واحد والتعرف على إبداعاتهم عن قرب في البداية كانت فكرتي أن يكون الملتقى كل سنة في دولة خليجية لكن مع الأسف لم أستطع أن التقي بمسؤولين حتى أعرض فكرتي ولكن اتحاد الكتاب والشاعر المبدع حبيب الصايغ أيد الفكرة وأن تكون تحت مظلة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. التجريب في الإبداع ما رأيك في عملية التجريب في الإبداع؟ وما تقييمك للتجارب الحداثية؟ -التجريب قرين الإبداع لأنه يسعى إلى ابتكار طرق جديدة في طريقة التعبير اما الحداثة فهي أصبحت جزءا منا في كل أمور حياتنا فرضت علينا نفسها في أمورنا اليومية ودخلت أيضا علينا في ابداعاتنا ولها مكانتها وأصبحت الحداثة جزءا من.. بل الكل احيانا في تفكيرنا وتسير حياتنا وابداعنا في مجال الكلمة والحرف هناك ابداعات حداثية في الشعر والمسرح والقصة والرواية أبهرت الكثيرين من المبدعين. نقاد الخليج قلت إنه لا يوجد نقد في الخليج واذا وجد فهو سطحي.. أليس هذا رأيا قاسيا؟ -صحيح انا قلت في الامارات لا يوجد عندنا نقاد بمعنى، ناقد متمكن إلا القليل بعد تجربتي في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي فعلا تأكد لي كلامي الذي قلته فالبحث عن ناقد صعب الوصول إليه. الأديبة الخليجية أين تضعين الأديبة الخليجية في خارطة إبداع المرأة في العالم العربي؟ -المرأة الإماراتية أثبتت وجودها في كل المحافل الثقافية وفي الآونة الأخيرة كثر إنتاجها الأدبي وشاركت في المؤتمرات والندوات واعتلت مناصب ثقافية هامة ومتنوعة.. كتبت رواية عن المغفور له الشيخ زايد- رحمه الله-.. هل هي سيرة له أم تاريخ لمرحلة من مراحل الإمارات؟ -نعم أصدرت رواية للأطفال عن حياة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العام الماضي وهي من إصدارات وزارة الثقافة والإعلام وخدمة المجتمع تناولت في الرواية حياة الشيخ زايد منذ نشأته في مدينة العين بأسلوب سلس وسهل يصل للطفل. الأدب النسوي هل تقبلين بمصطلح الأدب النسوي؟ -لا.. فالأدب أدب إنساني بل أقلام نسائية وأقلام رجالية كل منا يبدع في مسألة إنسانية يقوم بنسجها وبوضع حلول لها ان وجدت. حصلت على عدد من الجوائز الأدبية.. هل تساهم هذه الجوائز في دعم الحراك الأدبي؟ -الجوائز الأدبية تكون حافزا للمبدع إذا كان يستحق الجائزة احيانا كثيرة تكون الجوائز بهرجة إعلامية فقط للمؤسسة تجدها تمنح الجائزة لمن امتلأت جيوبهم بالجوائز.