أكد مشاركون في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع الذي تحتضنه الرياض على مدار يومين، أن فايروس كورونا سرع التحرك نحو المستقبل وأجبر العالم على متغيرات سريعة. وشهد المؤتمر العالمي «تخيل المستقبل»، في فعاليات يومه الأول، جلسة افتتاحية بعنوان «تخيل المستقبل.. تمكين القدرات الشابة الموهوبة والمبدعة لتشكيل آفاق مستقبلية جديدة»، بمشاركة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، بحضور المدير التنفيذي لليونيسيف هنريتا فور، وتناولت كيفية بناء جيل مبدع وتمكين الموهوبين من المهارات المستقبلية والوظائف. وشهدت الجلسة الرئيسية مداخلة المتحدث الرئيس الدكتور ميتشو كاكو، البروفيسور الزائر في كل من جامعة برينستون وجامعة نيويورك الذي ألف أكثر من 70 مقالاً علمياً تم نشرها، والذي تناول مراحل الثورة الصناعية بدءاً من قوة البخار والكهرباء، ثم التكنولوجيا المتقدمة، والمرحلة الرابعة التي تشمل الفيزياء والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، ثم تطرق إلى الموجة الخامسة من الثورة الصناعية التي سيتم خلالها التواصل عقلياً وبشكل سريع مع أي شخص على الكوكب. وقال البروفيسور ميتشيو كاكو: «إن فايروس كورونا سارع من تحركنا نحو المستقبل واقتحم الذكاء الصناعي بحيث يمكن معرفة أماكن بؤر انتشاره، ومواقع التواصل الاجتماعي ستمنحنا القدرة على التتبع والتحدث مع الناس، وسنتمكن من تتبع بعض الأمراض عبر الذكاء الصناعي والتكنولوجيا الحيوية». وأوضح البروفيسور كاكو، أن الذكاء الاصطناعي سيكون في كل مكان وسيقوم الروبوت بالعديد من عمليات الفحص الطبي بشكل أكثر دقة من البشر، وسيكون الواقع الافتراضي للعلماء والاقتصاديين وأبناء الطبقة المتوسطة، وكافة العمليات الاقتصادية ستتم عبر الواقع الافتراضي مستقبلاً، وسيمكننا استخلاص الأشكال من الدماغ الحي وطباعته بشكل ثلاثي الأبعاد بشكل فوري وهو ما سيشكل ثورة. وأشار إلى أن البشر سيتمكنون من التواصل مستقبلاً عبر الإنترنت من خلال عدسة صغيرة وبغمزة عين ودون الحاجة إلى ترجمة، كما سيتمكن الإنسان مستقبلاً من السفر إلى القمر وربما إلى كوكب المريخ. واختتم اليوم الأول من المؤتمر فعالياته بجلسة حوارية ثانية حملت عنوان «العالم الرقمي.. كيف سيغير هوية المستقبل؟»، والتي أدارها فاميليوسي بابا جيدي الرئيس التنفيذي لمجتمع قادة أعمال الشباب الأفارقة، وشارك فيها انتوني سالتيكو نائب رئيس التعليم العالمي في شركة مايكروسوفت، وهونج إنج كوه كبير علماء الصناعات الحكومية العالمية في شركة هواوي، ومايا اجميرا الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية العلوم العامة، وجوزيف برادلي رئيس قطاع العلوم الرقمية والتقنية في نيوم، الذي قال إن هدف نيوم هو الجمع بين أفضل العقول من الموهوبين والمبدعين في العالم لتطوير حلول للتحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه البشرية، مضيفاً ان الإبداع والابتكار جزء لا يتجزأ من عمل نيوم، ليس فقط في التكنولوجيا أو العالم الافتراضي، ولكن في الفنون والعلوم والمجتمع المدني. وذكر برادلي أن العالمين المادي والافتراضي متشابكان في العديد من جوانب الحياة، لافتاً إلى أن نيوم سوف تستمر في إيجاد طرق جديدة لجعل العالم الافتراضي وسيلة أفضل لتحقيق أهدافها اليومية، وستكون واحدة من أكثر البيئات الممكّنة للتكنولوجيا في العالم، مع شبكة span dir="""LTR"""Wi-Fi عالمية ونظام بيئي رقمي غني بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (span dir="""LTR"""IoT) والعديد من التطبيقات الأخرى. وأضاف برادلي، أن نيوم لا يمكنها تحقيق طموحاتها دون جذب وتطوير أعظم المواهب في العالم، وأن نهجها في التعليم المستمر يساعدها على القيام بذلك، خاصة وأن نموذج التعليم والبحث والابتكار (span dir="""LTR"""ERI) المعتمد يتضمن التعاون بين الطلاب والأكاديميين والصناعات التي تدعم نيوم، وبما يضمن كون كل المخرجات من حلول إبداعية وابتكار في صميم كل ما تقوم به. من جهة أخرى، وقعت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» اتفاقية مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف»، على هامش فعاليات المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع «تخيل المستقبل»، الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقام على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين، وتنظمه «موهبة» والأمانة السعودية لمجموعة العشرين. وتهدف الاتفاقية إلى دعم التعليم المتقدم في العلوم والتكنولوجيا في الدول الأقل حظاً، وتعزيز العمل بين موهبة واليونيسيف لتحقيق الخطة الإستراتيجية لليونيسف وأهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالأطفال وأسرهم، في إطار دعم مؤسسة موهبة لبرامج المنظمة الدولية من أجل إحداث تغيير جوهري في حياة الأطفال في مجال تعلم العلوم والتكنولوجيا. وقال الأمين العام ل«موهبة» الدكتور سعود المتحمي: «إن المؤسسة تهدف إلى تنمية الموهبة والإبداع لدى الشباب في جميع أنحاء العالم، وإن هذه الشراكة مع اليونيسيف ستعمل على تعزيز جودة التعلم مدى الحياة في العلوم والتكنولوجيا، وتبادل أفضل الممارسات وتعزيز التعاون والشراكات الدولية لتحقيق التعلم العالمي، وإنتاج قصص نجاح مشتركة للجيل القادم من القادة المبتكرين». وأكد ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» لدول الخليج الطيب آدم، أن هذه الشراكة الجديدة مع «موهبة» تعزز الإبداع في العلوم والتكنولوجيا بين الشباب، لافتاً إلى أن العالم اليوم يشهد زيادة في الحاجة إلى الابتكار والتكنولوجيا في ضوء التحديات العالمية الراهنة، موضحاً أن الشراكة مع «موهبة» ستقدم برامج لتنمية قدرات الشباب ليصبحوا أكثر إبداعاً، وتمكنهم من إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم.