الفساد من الأعمال الدنيئة، خصوصاً ممن على رأس المسؤولية أو الوظيفة؛ حكوميين وغير حكوميين، الذين يستغلون النفوذ الوظيفي للتكسب غير المشروع ومخالفة الأنظمة لتحقيق منافع للنفس وللغير. الأمثلة على أنواع الفساد كثيرة، مثل: الرشاوى والهدايا المقدمة ممن يرجون مصلحة من المسؤول أو الموظف، والمعاملات السياسية غير القانونية، والغش والخداع، والتلاعب بالمال العام وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة على أنواع الفساد الذي يتلون ويتشكل في كل يوم. ومن ذلك أيضاً؛ التحويلات المالية والاحتيال والتستر والغش التجاري وأخذ الرشى للتغاضي عن خرق النظام والقانون، وغسل الأموال، وهي ظاهرة عالمية لا تسلم منها دولة من دول العالم، وعلامة على انخفاض الوعي، وضعف الوازع الديني والأخلاقي، وقلة التربية الوطنية والهم الإصلاحي. إن عدم مواجهة الفساد بشجاعة في المجتمعات، والصمت عنه وعدم الاهتمام بمواجهته، وعدم الضرب بيد من حديد على الفاسدين، هو الذي يشجع للاستمرار في غيهم وفسادهم وتحقيق مكاسبهم الشخصية بطرق غير شرعية على حساب الوطن ومصلحته. في لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأول في الإعلام؛ أطلق كلمته الشهيرة «لن ينجو من الفساد أحد؛ كائناً من كان»، وأثبتت الأيام والأحداث أن تلك الكلمة لم تكن كلمة للاستهلاك الإعلامي، بل كانت كلمة صادقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فلم يستثن من العقاب أحدا، ورأينا أمراء ووزراء وقضاة وأعضاء مجلس شورى وضباطا ومسؤولين كبار نزل عليهم سيف المحاسبة، وقُدِّموا للعدالة بسبب شبهات وقضايا فساد، وهذا يدل على أن عهد الحزم والعزم قد حسم الأمر في موضوع الفساد، فلا مداهنة، ولا وساطة، ولا تبرير لأي فاسد أياً كان منصبه ومكانته. إن هذه الحملة الكبيرة والتاريخية لمواجهة الفساد والفاسدين؛ أصبحت أنموذجاً يتغنى به الناس في كثير من البلاد، ويضربون بالسعودية وقادتها المثل في محاصرة ومواجهة الفساد، ويتمنون أن يحذو حذوها لما سببه لهم الفساد من تعثر وتأخر ومشكلات لا نهاية لها، ولأنهم يدركون أن الفساد هو العدو الأساسي للتنمية في كل البلاد، ولطالما كان المال العام عرضة لضعاف النفوس وأعوانهم من الفاسدين، ولكننا في ظل القيادة الرشيدة فإن المال العام يتمتع بحصانة تزيد وتقوى، في ظل إرادة قوية وقيادة حكيمة وضعت حدودا متينة لكل تجاوزات المتنفذين الفاسدين، وكل من تسوّل له نفسه التطاول على حقوق الناس ومصالح الشعب وعدم التبدد بالثروات، وهنا يظهر إصرار الدولة على مكافحة الفساد وحماية الوطن من هؤلاء المارقين والفاسدين. لا مجاملة في التواطؤ مع الفاسدين، ولا عفو لأحد كائنا من كان، كون محاربة الفساد معركة يخوضها الأبطال بشراسة، خصوصاً هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، فجهودهم تذكر وتشكر، وهي في محصلتها مصلحة الشعب والدولة. إننا اليوم نرفع أعظم آيات الامتنان والشكر لقائد محاربة الفساد الأول الفذ الأمير محمد بن سلمان، الذي يقوم بمحاصرة الشاذين والفاسدين، ويضع النقاط على الحروف لتحقيق رؤيته العظيمة الثاقبة.