لا يزال الوضع الأمني في العاصمة اليمنية هشاً ويشهد صراعات خفية بين قيادات مليشيا الحوثي، خصوصاً في ظل تدخل القيادي في الحرس الثوري الإيراني المعين سفيرا للملالي حسن إيرلو، فيما تمكن عدد من القيادات الموالية للرئيس السابق علي صالح وبدعم قبلي من فرض قوتهم، ما دفع الحوثي إلى منحهم مناصب ومقاعد في مجلس الشورى. وقالت مصادر مطلعة في صنعاء ل«عكاظ» إن إيرلو بدأ ممارسة مهماته كحاكم عسكري للمليشيا من خلال النزول الميداني لعدد من المؤسسات الحكومية وحضور الفعاليات الحوثية والإشراف على غرفة العمليات بوزارة الدفاع في حكومة الانقلاب. وأكدت أن المليشيا تمر بحالة ضعف داخلي وصراعات، إذ أصبح فصيل القيادي في حزب المؤتمر عضو المجلس السياسي الانقلابي سلطان السامعي، يمتلك نفوذا قويا بدعم قبلي وشعبي من الموالين للحزب في عدد من المحافظات بما فيها صنعاء، مؤكدة أنه يخوض صراعا مع قيادات صعدة على عائدات الجمارك ومؤسسات حكومية. وأوضحت المصادر أن فصيل السامعي استعاد السيطرة على عدد من نقاط الجمارك في مديرية مقبنة ومحافظة إب بعد اشتباكات ومحاصرة فصيل حوثيي صعدة وسقوط قتلى من الطرفين وإجبار البقية على الفرار من عدد من نقاط الجمارك في مداخل المحافظات التي تقع تحت سيطرة المليشيا. ولفتت إلى أن مسلحي صعدة لجأوا إلى اختطاف عدد من أتباع السامعي من القبائل، لكنه تمكن من إطلاق سراحهم قبيل الصفقة مع الحكومة الشرعية بأيام قليلة من سجن في مديرية باجل شرقي الحديدة. وأفادت المصادر بأن زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي دعا إلى التهدئة مع قيادات حزب صالح وعين عددا من أتباع السامعي مستشارين لرئيس المجلس الانقلابي مهدي المشاط، على رغم أن الفصيلين يتبادلان التهديدات بشكل متواصل.