«أدرس التاريخ، أدرس التاريخ، فهناك تكمن أسرار الحكم»، هكذا وصف أشهر رئيس وزراء في بريطانيا ونستون تشرشل التاريخ، الرجل الذي لم يجعل السياسة تسرقه كلياً من عالمه وهواياته في الكتابة والفن حتى حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1953. التاريخ العربي والإسلامي يزخر بالعديد من الحكايات والشخصيات والمواقف السياسية والاجتماعية التي لا بد من التوقف عندها والبحث فيها والتعريف بها، وإذا ما أردنا التبحر في التاريخ بتعدد مجالاته كالمؤلفات الفكرية والاجتماعية والسياسية والتراجم سنجد بين طياتها محتوى ثريا يجمع كنوزاً لغوية وعلوما اجتماعية وطبيعية ضخمة. تطرق الدكتور فاضل محمد الحسيني، في كتابه آفاق الحضارة العربية الإسلامية، إلى موضوعات متنوعة ومهمة كان أحدها التنظيمات الإدارية والسياسية إبان العصور الإسلامية المختلفة كالعمل الوزاري والكتابة والقضاء والدواوين وحتى البحرية وأمور الملاحة والجيش والشرطة، أخذ عمل الوزارة بالتنامي في العصر العباسي وتبلور مفهومها فانتظمت وصارت لها قواعد وقوانين، حيث حددت معالمها ووضعت لها الأسس، ويعد أبو سلمة الخلال أول وزير في الدولة العباسية. إذ استوزره الخليفة العباسي الأول عام 132ه. وهذا جانب بسيط من الكتاب وما يحتويه من تاريخ عريق أغلبنا يجهله بشكل أو بآخر. عملت المستشرقة الألمانية سيغيرد هونكه من خلال كتابها «شمس العرب تسطع على الغرب» بتناول تاريخ العرب وتأثير حضاراتهم وعلمائهم واختراعاتهم على الحضارة الغربية قالت: (صممت على كتابة هذا المؤلف، وأردت أن أكرم العبقرية العربية وأن أتيح لمواطنيّ فرصة العود إلى تكريمها)، وهذا غيض من فيض من نتاج عريق وطويل يقوم على توثيق التاريخ. تعريجنا على هذا النوع من الإرث الثقافي هو نوع من الممارسة التاريخية، إذ توازي هذه الممارسة الثقافية والتي يعود مفهومها العام إلى إظهار الثقافة أو الثقافة الفرعية، وبالأخص في ما يتعلق بالممارسات التقليدية والعرفية، برأيي أن الاهتمام بهذا الجانب من خلال تفعيل أنشطة ثقافية نعيد من خلالها قراءة التاريخ والتعرف على هذا الإرث العظيم واجب تجاه الأسماء الولاّدة للمعرفة، وكما تقول الكاتبة والباحثة اللبنانية نائلة أبي نادر: (لدينا الكثير من الكنوز وما علينا إلا أن نتنبه لذلك). arwa_almohanna @