في عالم سريع التغير، يدرك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن المعرفة تشكل الأداة المثلى لبناء الأوطان وجعل المستقبل أكثر أماناً في ظل بناء اقتصاد المعرفة المستدام لضمان رفاهية وسعادة المواطن والمقيم. ولعل كلمة ولي العهد (يحفظه الله) في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي انطلقت أمس (الأربعاء) برعايته، تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية» تؤكد أن المجتمعات لا بد أن تعيد تعريف أساليب حياتها وأعمالها للتفكير والعمل بأقصى إمكاناتها في سبيل الارتقاء وبناء اقتصاد آمن، إذ أصبحت التقنيات الحديثة جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، وبوابة لمجتمعاتنا المستقبلية، وبات تأثير الذكاء الاصطناعي واضحاً في الاقتصاد من ناحية الثروة الفردية أو التغيرات المالية الأوسع نطاقاً. وعلى الرغم من أن كثيراً من خبراء الذكاء الاصطناعي لا يخفون مخاوفهم من تنامي اعتماد البشرية على خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتطوير التعلم العميق للآلات ووصوله إلى قدرات غير مسبوقة من السيطرة والتلاعب بالمجتمعات أو أخذ مكان البشر في الوظائف، إلا أن علماء وصناع قرار عالميين يرون أن اختفاء قدر كبير من الوظائف تقابله بوادر ومؤشرات على رفاهية الإنسانية ورخاء المجتمعات. وهو ما أكد عليه الأمير محمد بن سلمان عندما خاطب المشاركين قائلاً: «في السعودية نترجم ذلك بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات للذكاء الاصطناعي بطموح واضح لأن تغدو المملكة أنموذجاً للذكاء الاصطناعي في العالم». بل إن دعوته للحالمين والمبدعين والمستثمرين وقادة الرأي للانضمام للمملكة ليحققوا معاً هذا الطموح ويبنوا نموذجاً رائداً لإطلاق قيمة البيانات والذكاء الاصطناعي، تؤكد أن السعودية في رؤيتها الجديدة تعتمد على المعرفة لبناء اقتصاد قوي يرتقي بالأجيال إلى مستوى عالٍ من الاستقرار والرفاهية. كما أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تؤكد سعي المملكة لتحقيق تطلعاتها في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتجسد القمة دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في القيادة الاستراتيجية للاقتصاد البديل بالتعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.