مقاطعة البضائع التركية التي امتدت من المغرد السعودي في حملة شعبية وطنية حتى وصلت إلى التاجر النزيه هي ترجمة لالتفاف شعب طويق الأبي الوفي حول وطنه ورفضه لأي إساءة تمس كرامته وكرامة وطنه وقيادته. الدعم المقصود هنا هو الدعم الذي يجب أن يتم لرفع مستوى المنتجات المحلية وإنعاش سوقنا المحلي الذي تم إغراقه بالبضائع التركية التي بدورها رفعت الاقتصاد إلى معدلات قياسية، هذا فضلاً عن السياحة وتملك العقار وإنعاش التنمية هناك، وبالتالي خفضت مبيعات بعض المنتجات الغذائية لمصانعنا في تنافسية غير منطقية، حيث يتوجب دعم المنتج المحلي وسد النقص بالمستورد وليس العكس، وهنا تأتي حتمية التحرك شعبياً لدعم منتجاتنا لتغطي كامل السوق سواء ما يخص المواد الغذائية أو الكماليات والملابس والمعدات وخلافه. المقاطعة سلوك حضاري تمارسه الشعوب المتحضرة كتطبيق عادل ضد أي مكدرات لنمط عيشها أو أي مساس بتلاحمها وكرامتها، ولكن اللافت في المقاطعة الشعبية السعودية للبضائع التركية أنها تبوأت مكانة أسمى من كونها مقاطعة عابرة فهي احتجاج ورفض وغضب شعبي ضد دولة تتباهى بالعداء السافر لوطنهم وتكيل الاتهامات لقيادتهم وتكشف عن أحلام تاريخية أصبحت طي الماضي الغابر السحيق، وهذا مؤشر وعي يتنامى بشدة وتسارع غير مسبوق لفهم التاريخ الحقيقي والدور الذي لعبته وتلعبه دول الاستعمار في المنطقة وتركيا إحداها. مع تصاعد الحملة الشعبية للمقاطعة بدأت بوادر مخرجاتها تثمر بشكل كبير يدعو للغبطة، فعلى المستوى المحلي فكل يوم ينضم للمقاطعة عدد كبير من التجار والمتاجر المعروفة والمطاعم ومحلات الكماليات، وعلى المستوى الأبعد فإن التصريحات للسياسة التركية سواء على منصاتها في مواقع التواصل أو تصريحاتها الرسمية فهي تبشر بتهاوٍ مطرد في الليرة التركية والاقتصاد التركي وركود في سوق العقار والتملك، وليس على شعب طويق سوى أن يقاطع كل منتج تركي ويهنأ بمنتجات وطنه التي تكفي وتفيض وتصدر! كاتبة سعودية hailahabdulah20@