حملات شعبية واسعة انطلقت على مستوى الوجود الكردي في كل من سورية والعراق، لمقاطعة المنتجات والسلع التركية، مطالبين بضرورة إلغاء جميع اتفاقيات التجارة الموقعة مع أنقرة كنوع من المقاطعة الاقتصادية في مواجهة سياسات تركيا المعادية لبلدانهم ولدول المنطقة، وتعبيراً عن الاستياء من استمرار العدوان التركي على شمال شرق سورية. وفي تقرير لها عن أكبر حركة مقاطعة اقتصادية للبضائع التركية داخل سورية والعراق، بدأت صحيفة ذا إنڤستيجيتيڤ جورنال - تي آي چيه البريطانية، من مدينة المالكية بمحافظة الحسكة في أقصى شمال شرق سورية حيث أحد أصحاب محال البقالة الصغيرة التي تبيع مياه غازية ماركة سراير التركية والذي يقول إنه بعد بيع آخر صندوق موجود لديه بالمحل فإنه لن يطلب المزيد وذلك طبقاً لتعليمات إدارة الحكم الذاتي لشمال وشرق سورية والتي أعطت البائعين بعض الوقت لتصريف ما لديهم من بضائع قبل منع استيرادها وبيعها وتداولها بشكل تام. ويشرح تحقيق «تي آي چيه» أصول العداء بين مواطني سورية وتركيا والذي وصل إلى ذروته حينما قامت تركيا بشن هجمات على شمال شرق سورية في أكتوبر من العام الماضي مؤدية إلى مصرع المئات وتهجير مئات الآلاف من السوريين مما أدى إلى انطلاق حملة فورية تطالب السكان المحليين بمقاطعة البضائع التركية. وطرح التقرير شهادة الدكتور مسعود محمد، أحد منسقي مبادرة المقاطعة والأستاذ الذي قال إن المقاطعة بدأت في كردستان العراق من قبل الاجتياح التركي لشمال سورية ولكنها وصلت إلى سورية بعد الغزو كوسيلة للاحتجاج على الهجمات التركية، مضيفاً أن المقاطعة نجحت في تكبيد الاقتصاد التركي خسائر قوية خلال وقت قصير. ويشارك العديد من طلاب الجامعات في مبادرة مقاطعة البضائع التركية في السوق المحلي مع الدكتور مسعود، حيث أظهر بحثهم أن بضائع تركية تساوي حوالي 25 مليار دولار تدخل إلى سورية وكردستان العراق كل عام. ويؤكد الدكتور مسعود أن نحو 60 ٪ من هذه التجارة قد انتهت بسبب المقاطعة، على الرغم من أن حجم المقاطعة لا يزال أكبر في كردستان العراق منه في سورية حيث توجد لديهم بدائل أكثر للبضائع التركية. ويعد معبر سيمالكا الحدودي والذي يربط بين سورية وكردستان العراق هو نقطة دخول معظم البضائع الموجودة في شمال شرق سورية، ونجحت مبادرة المقاطعة في إقناع المسؤولين عن المعبر بحظر دخول المنتجات تركية المنشأ إلى داخل سورية. وقام المسؤولون عن المبادرة أيضاً بتصميم لوحات إعلانية وملصقات تظهر المنتجات التركية كأدوات حربية وأسلحة وقاموا بنشرها بطول إقليم شمال شرق سورية. وقال محسن علي وأحد المنظمين للمقاطعة إن 70 ٪ من المنتجات في محلات شمال شرق سورية كانت تركية قبل المقاطعة، مشيراً إلى أن أصحاب الأعمال المحليين كانوا شديدي الدعم للمبادرة وقاموا بتنويع مصادرهم واستيراد بضائعهم من دمشق، وحلب، وكردستان العراق وإيران. وأكد محسن علي أن المقاطعة تعد كل شيء بالنسبة لأكراد سورية، وهي التي تعطيهم صوتاً في وجه التبجح التركي. كما يشير نقيب التجار إلى آمال المواطنين في استيراد آلات ومواد أولية تمكنهم من تصنيع منتجاتهم الاستهلاكية والتوقف عن الاستيراد. وتعطي حملة المقاطعة إحساساً بالسيطرة المفتقدة في الإقليم، في ظل انعدام الأمان والاستقرار. مشيراً إلى الاعتقاد السائد أن الغزو لم يكن له سبب منطقي، وأن هدف تركيا كان إحداث تغير ديموغرافي بالإضافة إلى تدمير نظام الحكم الذاتي الكردي المبني على أسس ديمقراطية. واختتم التقرير بتعليق الدكتور مسعود محمد قائلاً إن الأكراد قد هزموا داعش بالنيابة عن العالم بأسره، مطالباً الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي بدعمهم في مواجهة تركيا وعربدتها في المنطقة.