حذرت ورشة عمل افتراضية نظمها اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) اليوم (الأربعاء) من جائحة المعلومات الخاطئة التي تستند عليها بعض وسائل الإعلام لصناعة الأخبار الزائفة، مشددة على خطورة التأثير العميق لتزييف الأخبار على مستقبل الإعلام والمواطنة الرقمية. وفي الورشة التي حملت عنوان «مستقبل الإعلام الرقمي بعد جائحة كورونا» استعرض أكثر من 150 إعلامياً من منسوبي وكالات الأنباء الأعضاء ومنسوبي الهيئات الإذاعية والتلفزيونية والإعلاميين بالصحف والمنصات الإلكترونية بالعالم الإسلامي، وممثلي المندوبيات الدائمة لدى منظمة التعاون الإسلامي وأجهزة المنظمة بالشراكة مع كل من إدارة الإعلام بمنظمة التعاون الإسلامي واتحاد الإذاعات الإسلامية «إيبو»، استعرض مستقبل الإذاعة والإعلام الحكومي وما يمكن أن يقدمه الإعلام الحكومي من رسالة وخدمة خاصة لا تتأثر بالعوامل التجارية ومشكلات صناعة الإعلان. وأكد مقدم الورشة خبير الإعلام الرقمي الدكتور عمار بكار، أن الأزمات تسرع اتجاهات التغيير، والفائز الأكبر من جائحة كورونا هو الإعلام الرقمي، حيث حدثت زيادة حادة لاستهلاك المنصات الرقمية وتم تسريع خطط تطوير البنية التحتية والجيل الخامس على الموبايل وحدث تغييرا جذريا في عادات الناس، موضحاً أن فترة جائحة كورونا شهدت تحولاً كبيراً في الاعتمادية على التكنولوجيا وتأثير الشبكات الاجتماعية على عموم الناس. وقال إن الدراسات أثبتت أن كثيراً من سلوكيات الناس خلال الوباء اعتمدت على تقليد ما فعله الناس على الشبكات الاجتماعية، وكذلك شهدت فترة الجائحة صعود الإعلام الرقمي مع احتياج الناس للمعلومة وانهيار الإعلام التقليدي مع إقبال هائل على الفيديو على منصات الفيديو حسب الطلب، راصداً 6 تغيرات جوهرية في الصناعة الإعلامية خلال الجائحة، تبدأ بالتأثيرات الاقتصادية الواسعة وتزايد العمل الإعلامي عن بعد حيث ظهرت أشكال جديدة للبرامج التلفزيونية تدمج الظهور من المنزل مع تقنيات المحادثة بالفيديو، وكذلك تصاعد صحافة البيانات والجرافيكس، حيث ظهرت الحاجة الماسة لأنظمة فحص الحقائق أو تدقيق المعلومات وذلك في ظل وجود كمية هائلة من المعلومات غير الصحيحة، وكذلك ظهور برامج للتعامل مع كم هائل من المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تزايد التركيز على المجتمع المحلي، وبروز المبادرة ورد الفعل السريع، وأخيراً ظهور خيارات أكثر وتغير سريع فكثيرون يأتون وكثيرون يغادرون. ولفت بكار إلى مؤثرات من شأنها تغيير الإعلام في المستقبل ومنها تآكل وسائل الإعلام الكبرى، زيادة شبكات التأثير، صعود الإعلام الفردي، حيث يتم تحول المؤسسات الإعلامية تدريجياً لتصبح كأندية كرة القدم، وصعود المصداقية، حيث إن عناصر نجاح المؤسسة الإعلامية في المستقبل (التأثير والمصداقية)، وكذلك صعود المسؤولية الاجتماعية وتحول القنوات التلفزيونية لمؤسسات لإنتاج المحتوى الأصلي، لافتاً إلى قصة ديزني والتي استطاعت إنتاج نفسها على المنصات الرقمية لأنها تملك المحتوى لتعوض خسائرها من قطاع الترفيه حيث نجحت في تحقيق 50 مليون مشترك في ديزني بلس في 5 أشهر بدلاً من 4 سنوات حسب الخطة الأصلية. وأوضح أن الإعلام الحكومي يمكنه أن يقدم رسالة وخدمة خاصة لا تتأثر بالعوامل التجارية ومشكلات صناعة الإعلان، ويستطيع رفع مصداقيته كمصدر للمعلومات الحكومية الصحيحة، محذرا جائحة المعلومات الخاطئة وبدايات تزييف الأخبار والتأثير العميق لتزييف الأخبار على مستقبل الإعلام والمواطنة الرقمية وكيفية استفادة وسائل الإعلام من تزييف الأخبار. وشهدت الورشة مداخلات عدة، تركزت أغلبها حول دور الإعلام الحكومي، ومستوى المصداقية في وسائل الإعلام، وآفاق المستقبل في ظل التحديات الراهنة للإعلام، وأكد بكار قدرة الإعلام الحكومي على البقاء والاستمرار وهذا كشف عنه الأداء الإعلامي خلال جائحة كورونا، حيث كان المصدر الموثوق للمعلومات الدقيقة. جاءت ورشة مستقبل الإعلام الرقمي ضمن مخرجات الملتقى الإعلامي الافتراضي لاتحاد يونا الذي عقد في 16 مايو الماضي برعاية وزير الإعلام السعودي المكلف رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، تحت عنوان: «دور وكالات الأنباء في مساند جهود مكافحة كورونا» وتم خلاله تدشين البرنامج التدريبي للاتحاد والذي يستهدف تطوير قدرات 2200 إعلامي بدول «التعاون الإسلامي».